اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

التلفزيون الصحراوي يدخل غينيس للارقام القياسية

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/11‏/2011 | الاثنين, نوفمبر 21, 2011


 بقلم / باب احمد باب
القناة الوطنية الصحراوية رغم عمرها القصير في البث وتجربتها المتواضعة التي من المفترض ان يكفيها ذلك حرقة الانتقاد الذي تواجهه من مشاهديها المتذمرون من  القديم القديم من موسيقى واغاني سنوات النخوة التي للاسف لم تعد تشبع للمشاهدين متعة الفرجة من كثرة التكرار  في زحمة الفضائيات التي تقدم حصصا قد تجد اسقاطا على الواقع الصحراوي كالتي تمس الاسرة والمجتمع والدين وحتى السياسة في ثوب اجتماعي . 
ان المتتبع لقنات "  الراصد تي في" حتما يتفق معي في مفهوم  انها تلفزيون سلطة وليست قناة حركة ثورية ومجتمع مكافح ، وهنا اود توضيح ان السلطة هي القبضة التي تحكم والحكام الغير أبهين بإحساس مواطنيهم اجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا .
اما كونها تلفزيون حركة ثورية فلم تكن كذلك اذا استثنينا الاخبار القادمة من المدن المحتلة والتي لانراها الا في نشرة الاخبار ، وفي هذا السياق ان التلفزة الوطنية الصحراوية استطاعت بطاقمها الذي لايتجاوز الخمسين شخصا بقليل ان تبسط سيطرتها المطلقة على بث نشرة الاخبار المشبعة بإنجازات السلطة التي يبدو ان المواطن لا يراها الا في قناته اليتيمة وقد  لايحمدها لان .. العبد ما يحمد نعمتو إلين يمرقها ... ، اضافة الى النشرة الاخبارية هناك برنامج الادب الشعبي وهو برنامج  يلامس مشاعر المواطنين البسطاء المؤمنين بروح الثورة  في كافة اطراف التراب الوطني ولايعني السلطة في شي ، هناك بعض البرامج التي تختلف تسمياتها وقد يختلف معديها لكنها تتفق في جوهرها ومضمونها الاذاعي والتي يبدو انها من اعداد الضيوف وليس لمقدمها ناقة ولا جمل من ناحية الاعداد ولا حتى  الحوار وكان الاجدر به اي المقدم ان يوضع على شكل باقة زهور قد تنعش ذاكرة الضيوف المعدين وتحسب لمنسق ديكور الحصة. 
ان قلة الامكانيات والكفاءات وخاصة في عالم  يتسم  بالتقدم السريع  والتكنولوجيا الرقمية المتجددة لهي اسباب ذات قيمة في تدني مستوى انتاج تلفزيوننا الوطني واحيانا نجد ان ذلك مبررا اذا غيبت اسباب اخرى .
 غير ان مستوى ادارة الموارد البشرية المبني على التفويض الشخصي ومركزية التسيير والقرار هو الاخر اكبر الاسباب التي تحول دون تقدم الامم ناهيك عن اطاحته بالموؤسسات وتراجع مردودها حتى انه يرجع في غالب الاحيان بردود عكسية على الدولة في حد ذاتها 
وبالتالي كان  لزاما علينا ان نهتم ونعمل على تجديد البحث من اجل ايجاد الصيغ الكفيلة التي تؤهلنا لادارة موارد بشرية قادرة على مواكبة العمل باجهزة عتيقة  وحتى متطورة 
لانه في حال توفرت لدينا اجهزة بكامل الحداثة المطلوبة  بادارة رديئة للموارد البشرية فان تقدمنا ضربا من ضروب المستحيل , 
اما اذا اثبتنا العكس فاننا وبناء على تجربة الدولة الصحراوية ما قبل توقيف اطلاق النار في صناعة الانجازات و غياب الامكانيات احرزت امجادا يفترض ان لا تغيب عن تجاربنا الحالية وان نجعل افرازاتها الاجابية محل اعتبار وندرك من خلالها كيفية التوفيق بين الموردين وامكانية استغلالهما من اجل الافضل 
في هذا الخضم بالذات ولكي لانخرج كثيرا عن عنوان المقال فان التلفزيون الوطني الصحراوي الطموح الذي مازال يبحث عن مشاهدين صحراويين, اما آخرين " الماهو امعاك لا ايشدلك " يتدنى مستوى تتبعهم يوم بعد يوم وبذلك  اخشى ان يتبع ذالك بمستوى تدني  الرغبة في العمل فيها وارتفاع مستوى البحث عن الهجرة لدى موظفيها رغبتا او إرغاما ..
فبحلول العيد المبارك وقبله بقليل سجلت التلفزة الصحراوية اكبر نسبة انذارات عرفتها مؤسسة وطنية منذ توقيف اطلاق النار الى حد الساعة اي منذ 1991 بنسبة 75 بالمئة من الموظفين الذين  تلقو انذارا مكتوبا والذين استحت الادارة من تقديمها مكتوبة فوجهت لهم شفهيا لان الجدارية المخصصة لذلك لاتسع لهذا الكم الهائل من الانذارات . 
كل هذه الانذارات والتوبيخات المسجلة والغير مسجلة سببت نوع من التذمر والتململ الذي ينتهي في اخر المطاف الى الهجرة , او الانفصال , او تسجيل الحضور في غياب الانتاجية لان الموارد البشرية غير شاخصة الاهمية في هذه القناة الوطنية 
بهذا العمل الاداري الناجح تكون ادارة  التلفزيون الوطني الصحراوي قد شقت طريقها من دون منافس للدخول الى موسوعة غينس للارقام القياسية والخاصة بالمؤسسات الاعلامية وهذا تزامنا ومؤتمرنا القادم.