اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الرباط ومدريد في ظل المحافظين

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/11‏/2011 | الثلاثاء, نوفمبر 29, 2011


 حمل تزامن الانتخابات التشريعية في كل من المغرب واسبانيا الى السلطة حزبين محافظين حزب العدالة والتنمية المغربي والحزب الشعبي الإسباني، ويطرح المهتمون تساؤلات متعددة حول مستقبل العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد في ظل تواجد رؤية وطنية قوية للحزبين للشؤون الدبلوماسية وفي ظل غياب تام للعلاقات السياسية بين الحزبين.
وكانت الانتخابات قد حملت يوم 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري الى الحكم في اسبانيا الحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي بأغلبية مطلقة 186 مقعدا وسيشكل الحكومة في ديسمبر المقبل متقدما بفارق كبير على منافسه الحزب الاشتراكي الذي حصل على 110 مقعدا.
وحملت الانتخابات التشريعية في المغرب التي شهدت مقاطعة غير مسبوقة في المناطق التي يحتلها المغرب من الصحراء الغربية حملت حزب العدالة والتنمية بزعامة عبد الإلاه بنكيران الذي سيقوم بتشكيل الحكومة المقبلة طالما الدستور الجديد يمنحه هذا الحق بعد حصوله على 107 مقاعد كقوة أولى متبوعا بحزب الاستقلال ل60 مقعدا.
ويرى المهتمون بالعلاقات الثنائية أنه في حالة تحكم حزب العدالة والتنمية في الدبلوماسية المغربية، فهذا يعني مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط. في هذا الصدد، كتبت جريدة آ بي سي أن حزب العدالة والتنمية قد قدم مؤشرات قد تدعو للقلق من خلال تصريح عبد الإلاه بنكيران بما يلي 'ربما ستكون العلاقات معقدة مع ماريانو راخوي، ولكن سنحاول في كل الأحوال، فنحن لا يمكننا تغيير الجغرافية، ونحن جيران ومطالبين بالتفاهم والحفاظ على علاقات ممتازة'.
جريدة الباييس تناولت كيف تعاملت الطبقة السياسية الإسبانية بنوع من التهميش المطلق مع حزب العدالة والتنمية خلال الزيارة التي قام بها سعد الدين العثماني عندما كان أمينا لهذا الحزب قبل ثلاث سنوات، حيث لم يستقبله رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو ولا أحد من وزراءه كما لم يستقبله زعيم المعارضة وقتها ماريانو راخوي. الباييس تكتب أن العثماني كان أحسن حظ من نظيره التونسي راشد الغنوشي الذي جرى طرده من اسبانيا سنة 1996 عندما كان يتواجد في قرطبة لحضور ندوة عملية.
ومن جانب آخر، فقد كان التعليق الوحيد الصادر حتى الآن عن رئيس الحكومة الإسبانية المقبل ماريانو راخوي حول المغرب هو أنه سيطلب من الرباط احترام مضمون الاتفاقيات الموقعة بين البلدين. 
ومن خلال تتبع مسيرة الحزب الشعبي خلال تزعمه للمعارضة طيلة السبع سنوات الماضية، فقد كان المبادر الى اصتصدار قرار ادانة للتدخل الهمجي لقوات الاحتلال المغربية بمخيم اكديم ازيك للنازحين الصحراويين بالبرلمان الاسباني. وفي المقابل، تقدم حزب العدالة والتنمية طيلة السنوات الأربع الماضية بعدد من المبادرات السياسية في ملفات ثنائية تتعلق بالعلاقات مع مدريد أقلقت دبلوماسية اسبانيا. 
وعليه فتواجدهما في الحكم، قد يعمل على تبنيهما البرغماتية ولكن في الوقت نفسه لن يتخليا عن مجموعة مما يعتقدان أنه من الثوابت في نظرتهما للشؤون الخارجية لاسيما حزب العدالة والتنمية الذي يرغب في إضفاء طابع خاص على التسيير الحكومي يجعله ينفرد ويتميز عن باقي الحكومات السابقة.
وصرحت وزيرة الخارجية الإسبانية التي تتولى المنصب مؤقتا ترينيداد خمينيس أمس الاثنين لوكالة الأنباء الإسبانية إيفي 'وصول الحزب الشعبي للحكم في اسبانيا والعدالة والتنمية للحكم في المغرب لن يغير من واقع العلاقات الثنائية بين البلدين'، وتابعت 'الحزب الشعبي سيتابع مستوى العلاقات الجيد الذي عملنا من أجله مع المغرب'.
وتبقى التطورات المقبلة الوحيدة التي ستكشف عن الوضع الجديد للعلاقات الثنائية المغربي-الإسبانية في ظل تواجد حزبين لهما رؤية قوية للشؤون الدبلوماسية ترتكز على مزيد مما هو ديني ووطني.
وتبقى مواقف الحزبين من القضية الصحراوية وملفات اخرى كسبتة ومليلية والهجرة السرية بمثابة القنابل الموقوتة القابلة للانفجار في اي لحظة