اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الشعب الصحراوي والمؤتمر الثالث عشر، ما نريده وما لا نريده

كتب بواسطة : futurosahara on 24‏/11‏/2011 | الخميس, نوفمبر 24, 2011


السالك الصبار
يقترب إنعقاد المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والشعب الصحراوي يتطلع ويتلهف وهو يتابع بمنتهى الاهتمام البوادر والإشارات التي قد توحي بما سيكون عليه المشهد الصحراوي العام بعد هذا الحدث المفصلي التاريخي في نضاله من اجل الحرية والإستقلال.

إن المتتبع للتاريخ السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب سيلاحظ ببساطة أن هذا المؤتمر مسبوق بحراك فكري غير مسبوق في الباحات والساحات جميعها، سواء في القنوات الرسمية من ندوات ومؤتمرات ولقاءات أو في المنابر الحرة حول صينية الشاي المتواضعة او على صينية الانترنت الاكثر شساعة، وشمل أوساط الشعب الصحراوي كافة في مخيمات اللاجئين المتعبة، وتواجدات الجيش الصحراوي المتحفز، الجماهير الصحراوية تحت ظلام الإحتلال وفي جنوب المملكة المغربية ومشردينا في شتات المهجر. وربما سيكون من الهين معرفة الاسباب وراء نوعية وتفرد هذا النقاش لأنها متعددة وربما جلية الى حد بعيد وأذكر منها ما يسمح به أدب الكتابة :
طول الإنتظار الذي تآكل معه الكثير بدءا من دواخلنا وصولا الى معداتنا يحاذيه ظلام في الأفق :


تدهور وإنحدار مستوى الأداء التنفيذي الوطني خاصة في مجالات الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة يرافقه ظهور سافر لإنحرافات مشينة (في الجوهر) تمس صورة المؤسسات الصحراوية تحيدها عن معناها بالنسبة لأي مواطن صحراوي.

تأثير العالم من حولنا واساسا الطفرة التكنولوجية الرهيبة التي جعلت العالم كما يقال "قرية صغيرة"، والأهم من ذلك انها جعلت من العصي على اي كان محاولة أن يخفي ما لا يتوجب إخفاءه.

 
يقترب المؤتمر والشعب الصحراوي على ما هو عليه بالقطع، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمصير والسعي وراء الحرية والإستقلال ووراء ذلك الكثير من الأسباب القوية والعميقة عمق جراحه اقربها الى الذهن ان مسار النضال ضد النظام المغربي المتعفن شملت كافة تواجدات الصحراويين وهو أمر (طوفان شعبي) لا يمكنه التراجع حتى في وجه اعتى الاسوار والسدود، وابسطها قناعة هذا الطوفان الجارف بقرب ساعة نهاية الإحتلال. يقترب المؤتمر والشعب الصحراوي متأكد مما يريد ومتيقن أكثر من ما لايريد.
ما نريده :

الحسم القاطع البين في موضوع تحرير ترابنا الوطني، فهو موضوع غير قابل للتردد او التمعن او عمق النقاش لأنه لاخلاف عليه وإن وجد فسيكون حتما حول الكيفية التي لا تشتمل على الكثير من الخيارات بقدر ما تتطلب الحزم والشجاعة الكافية لتحديد خيار منها ومتابعته او التخلي عنه في حال عدم الحصول على النتيجة المرجوة، وطبعا استبداله بالخيار الموالي.
في إنتظار هذا الحسم نريد التخلي الواضح العلني عن التشبث الغبي بمواطنين (مسؤولين) صحراويين اعطيت لهم الفرصة لخدمة شعبهم فخدموا انفسهم، اريد لهم تشريفه فدنسوا شرفه، سلمت لهم امانة المؤسسات الوطنية فحادوا بها علنا نحو القبيلة، كلفوا بحقائب المسؤولية في زمن اللجوء فذهب بهم ظنهم الى انهم وزراء مبجلين في حكومة ذات سيادة. هؤلاء ممن تعج بهم حكومتنا وقيادتنا السياسية على حد السواء يحتاجون الى جرس يوقظهم من سباتهم او فليناموا نوم اصحاب الكهف إن شاؤوا ولكن بعيدا عن مؤسساتنا الوطنية.

ان نتحلى جميعا بالشجاعة الكافية ونسلم بقوانين الطبيعة في التغير والتجدد ونضخ الدم الجديد في عروق منظمتنا التحريرية ، على ان يكون بطريقة حضارية تجمع بين اخلاقيات الإنسان الصحراوي وتسامحه وترفعه وبين ما يتطلبه الموضوع من حس حضاري وفكري. والى أن نحصل على حريتنا حينها سنحتاج الى الشجاعة ايضا لتحويرها(منظمتنا) الى ما يجب ان تكون عليه.

ما لا نريده :

التردد والتلكؤ في ما يتعلق بمعركتنا المصيرية او مجرد التفكير في التقليل من اولويتها.
التمسك المتسلط من طرف رأس السلطة لدينا ببعض ابنائنا "البررة" ممن يعمقون جراحنا حبا لأنفسهم.
ان يكون ضخ الدم الجديد في تنظيمنا السياسي سببا في تشقق جدرانه او إصابته بالعطب الذي سيرغمنا على دفع ثمن باهظ إضافي الى ما نحن فيه من متاعب ومأساة.
نسأل من:
 ـ شخص الأمين العام:
لا اعتقد ان في الامر ضبابية او ظلامية، ما نريده وما لا نريده واضح كالشمس، اردته ان يكون بهذه البساطة بعيدا عن التحليل والمراوغة الفكرية، ولكنني أؤد تنبيه القارئ الكريم وكل إنسان صحراوي ينتظر هذا المؤتمر الى أنه علينا معرفة من نسأل وممن نريد. لا تعتقدوا ان كلمة المؤتمر كفيلة بالرد على مطالبنا البسيطة فقد اجهضنا الحدث بقيادتنا الرشيدة وأفرغناه من محتواه، واصبح المؤتمر مثل كل شئ لدينا يقع في قبضة شخص واحد متفرد بكل شئ بإستثناء العملية الانتخابية التي لا يتحكم فيها بيديه ولكن يسيطر عليها بأذرعه التي لاحصر لها، وقد اسلفت في مقام سابق حديثا عن إحترامنا لشخص الامين العام وإعترافنا بماضيه المشرف ووطنيته وما الى ذلك وأضيف في هذا المقام أن كل ذلك لا يبرر ما يحدث لنا من تراخ وضعف وتآكل بسبب إصراره أي شخص الأمين العام للجبهة على مواصلة نهج لا يؤدي إلا الى الاسؤا. ولازال يحذونا الأمل في شخصه في ما يمكن ان يكون فرصته الأخيرة ليرسخ مكانته في تاريخ وقلوب الصحراويين، لأن تاريخيته بدأت تتآكل إن كان لا يعلم.
ـ جيش التحرير الشعبي الصحراوي: الأمل :
كان وسيبقى هو الامل، سواء لتحرير البلاد والعباد او للبناء والمحافظة على وطنية المؤسسات، ولكنه اي الجيش نائم "منوم" منذ نامت البنادق ذات صيف عام 1991، من حينها لم يزبد ولم يعربد طيلة أكثر من عشرين سنة، كان دائما بمثابة مطية اوحصان طروادة يمرر به المتمصلحين من "ابنائنا البررة" ما يمكنهم من الاستمرار في ما لا تحمد عقباه، ومؤمن انا كل الايمان ان الجيش الوطني الصحراوي يتعذب في صمته بسبب ما يحدث في مناطقنا المحتلة ويتقلب في سباته بسبب ما آل اليه الحال في مؤسساتنا الوطنية. وإليه نوجه صيحاتنا الاستنجادية ومطالبنا البسيطة الواضحة فبمكانته في قلوبنا ونزاهته وصفاءه ونبله، وثقل تمثيله وتواجده في قاعة المؤتمر المنتظر نحن على يقين انه يمكنه سماع صراخنا وآهاتنا والوصول بمؤتمرنا الى ما نرجاه جميعا.

نرجو الله الواحد القهار، أن لا يؤخذ ما نقول في غير محله، ندعوه ونستغفره ونتوب اليه ان يستبصر اولى الامر منا الى ما فعلوه بنا وان يهديهم الى ما فيه خيرنا جميعا. نتوجه اليه سبحانه وتعالى بطلب السداد والتوفيق.

مخيم العيون للاجئين الصحراويين

أكتوبر 2011