اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الوطن شبهة و المواطن من رَحم لا يُرحَم!

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/11‏/2011 | الاثنين, نوفمبر 21, 2011



محمود بابيت
أن تولد من أب و أم في إحدى ضفتي وادي الساقية المقدس أو وادي الذهب النقي أو باقي أرجاء الوطن الرحب، فأنتَ للأسف لست من جملة   المحظوظين.
     فأنت شبهة شئت أم أبيت بل طفرة معدومة ـ تكون زائدة كما هو مآلوف في نواميس الكون ـ   في هذاالوطن الممزق بين إحتلال غاصب متعالي يتهمك:  بالتشرذم  و الإنفصال و يحاول إدراجك في قائمة الإرهاب، وتنظيم   " طلائعي"  يُفَّصل حسب  مآرب متمصلحيه ( بعيدا عن مبادئ ثورة 20 ماي الخالدة )  أنكَ أنتَ  كمواطن؛ مَقامك، قَدرك، تَعلمك، مَنصبك، مُستقبلك عَبر سُلم هُلامي لا وَطني، لاقَبلي،  لا جَهوي،  و لا حتى آَدمي.... أَن تَكونَ صفاقا و بَسْ!.
أنا لست بصدد النبش عن حيثيات التنصيب و التشغيل  على المستوى الوطني فهي أوضح من الإحتلال المغربي لوطننا العزيز الغالي، فهي تبدأ كالتآشيرة  من الحدود و تنتهي عند الحدود (  ولأن حالتنا إستثنائية و إرتجالية و إعتباطية فهي  أبعد، من وراء الحدود) !.
و لست  حتى بصدد تضخيم أو تصغيرالأعداد المحسوبة على السجل الإسباني الذي تركه الإستعمار كتحفة نتغنى بها ساعة ضجرنا من تعاسة اللجوء و ضيم الغربة, و بُعد الأحبة و بطش الحمّالة؛ فعلى إثره ـالسجل ـ  تحصّل غيرنا على وثيقة إحصاء الأمم  المتحدة ـ المينورصوـ من بطن المغربالعفن و بعض أطراف الدول المجاورة المنهكة بالبعد و البعد (العائدين الخونة  الحاملين لجنسيات غير صحراوية ), انهم صحراويين أبا عن جد, و انهم أبناء تلك  الضفة أو المسحةالذهبية التي شهدت أخيرا طعنات سيوف الحمّالة . 
      فمن يطعن و الطعون طعنت و اللوائح سجلت و الأرض عُمرت و دُثرت و الشهود أحياء لا يموتون تمثلهم الأمم المتحدة فهي  قاضيهم و حاميهم و ختمت بخاتمها الأزرق لكل مسجل جديد!
      فمن يطعن فهو  متحيز و عنصري  و عديم الإحساس, مجنون, و خائن. لا بالنسبة للمحتل بل حتى  للقيادة  الرشيدة.  و إلاّ فلماذا لا تجرّم أو تبرّيء العائدين من الصحراويين أو غيرهم  بسّن قانون جريء وقاطع.
 و تتفق مع الدول المجاورة على محاربة  هذه الهجرة العلنية الملعونة التي يستغلها العدو في التطبيل و التهويل, فهي تزيد من معاناة شعبنا اللاجئ  و تخلط الأوراق و تشجع أهل الجشع و الطمع و ما  أكثرهم أيامنا هذه منا و من غيرنا.  أم أن الأمر حسمه أهالينا في المدن المحتلة بعز لهؤلاء و لو إجتماعيا!. 
       لا... الأمر ليس كذلك, هناك  مخابي أخرى في عقر دار العدو و في مداشر الحدود للدول المجاورة و في مخيمات العزة والكرامة  و في إسبانيا.
و على من يسن القوانين أن يعرّف الخيانة قبل أن يتخذ الإجراءات وعلينا كمواطنين أن نعرف من هو المواطن أما المستوطن فقد عرفناه بنوعيه سوى المستوطن المغربي الحمّال أو المستوطن المرتزق، كان مقيما أو رحالا يجوب الحدود ذهابا و إيابا من ذوي الجنسية  الأجنبية.
الوطن أصبح منحة لغيرنا و فسحة و مصدر رزق في الجهات الأربع في الأرض و السماء !. 
الوطن، أصبح لعبة و عبث للعابثين!.
الوطن، أصبح ساحة تتبارى فيها قوى الظلم و النهب كحال الإنتخابات المخزنية  في مدننا المحتلة و ما يرافقها من  رشوة و بلطجة و حمّالة و ما يوازيها عندنا من نفاق و تملق و شراء للذمم سويعات قبل إنعقاد مؤتمر القيادة الفاقدة للشعبية،  وما التنافس المحموم في توزيع السيارات على البعض إلاّ لحاجة في نفس يعقوب ! 
الوطن, أصبح مجهول المعالم, من يذوذ عنه مجهول الهوية , ومن يُخَربه تثقله أوسمة التشريف و التقدير!
الوطن لا يرحم و لن يرحم أولئك الذين يلبسونه برنوسا متى شائوا ويخلعونه متى أرادوا!
الوطن لن يرحم الذين إنزاحوا له لا حبا فيه بل طمعا في الركوب على رؤوس مواطنيه الأبرياء !
الوطن لن يرحم من جعلوه مجسما ينحتون عليه مجسمات تفهاتهم ليسلطوا على مواطنيه زبالة كبريائهم .
الوطن بيننا و بينهم سجالا . نريده وطنا مستقلا, لا تحكمه مباديء الشيوعية و لا جور السلطة المطلقة، و لا نواميس العشيرة بالرغم من أنها حفظته في القرون الخمس الأخيرة.  بل دولة القانون والديمقراطية أولا و أخيرا. 
الوطن يا سادتي الكرام: هو الخريطة التي لا تتنقل, هو الاماكن المحفورة صورة و إسما في ذواتنا، هو الذكريات المنقوشة بحروف الوطن الغالية.
    هو أزقة و شوارع تتطاحن فيها أمواج المواطنين بحثا عن حريتها و هواها النقي الذي تتنفس به  النعم و الحمد، لا المن و الترهيب.
   الوطن، كان المرعى الشاسع و الخيال الواسع لرحل لا يعرفون طعم  الإقامة  يحملون النوم و التعب و ينقلون حدود الوطن إلىحدود الوطن دون تفريط أو افراط؛ يبيعون الجمال و يشترون الغذاء و السلاح و الملح, التوابل و البخور و الحبال و بعودتهم تنفجر الزغاريد،  زغاريد الكبرياء و العزة و الشموخ في ربوع الكرامة و الكرم و الشجاعة و الحلم و الصفا.
      فيا أيها الصحراوي الشهم, أصبر و صابر, و كن واعيا بخطورة المرحلة, و أحفظ عهد الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن حريتنا و نيل استقلالنا.....وكن صلبا أمام الإغراءات و شدة الأزمات, فالتاريخ لا يرحم!
و تيقن أن للحرية ثمنها الغالي و أن من لا وطن له لا حياة له يعش أبدا الدهر متسولا بين الدول من الدرجة السفلى و لو كان نبيلا شريفا .