اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المؤتمر الثالث عشر وٌلدَ اعرجا !!

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/11‏/2011 | الثلاثاء, نوفمبر 29, 2011


د. سيدي محمد سيداحمد
قد اكون مقصرا في حق المؤتمر اذا ما وصفته بالاعرج فقط ، فالمؤتمر ولد مشلولا ومعتوها  وغير قابل لان تدب فيه الحياة ، فما بالك في قدرته ان يجعلها تجري في شرايين امة على مدد اربع سنوات قادمة !! 
وحكمنا  على هذا الوليد نستمده من عدة ادلة  ومن مجموعة من المعطيات اهمها : 
اللجنة التحضيرية التي تم تعيينها - والتي لانعرف  لا الكيفية التي اتٌبِعَتْ في تعيينها  ولا المسئول عن اختيارها  ولا المؤهلات المشترطة  فيها ، فحن حقا " شعب ما نعرف " !! فهذه اللجنة ، بحكم طبيعتها  ونوعية عناصرها ، لايمكنها بأي حال من الاحوال ان تقوم بعملية التحضير بالشكل والكيفية المطلوبة . فالى جانب افتقار معظم اعضائها لادنى مؤهل ثقافي او علمي ، فانهم جميعا عبدة  وجنود للسلطان . لا وجود  في اللجنة  للتعددية ، لا في الفكر ولا  في الطرح ، فالكل فيها مٌصَمَم على نفس المقاس ، ومعدا للعب نفس الدور بكل تفان واخلاص ، ليس للقضية  وانما للاشخاص.
 وعلى قول المثل ، فان " فاقد الشيء لا يعطيه "  ، وهذه اللجنة تفتقد لكل شيء، وبالتالي من العبث بمكان ان نطلب او نطالبها بما لاتملك ، " فما في النار للظمآن ماء" . فهي لجنة عديمة الصلاحيات ، فاقدة للمصداقية ، لا تملك ان تبادر في اي شيء ، وما عليها سوى الاستمرارية في التسبيح بحمد ومباركة  كبير القوم  وسلطان الملاجيء. 
المعطى الثاني ، هو الشعار الرسمي للمؤتمر. فلقد اتى لينسف ما تبقى من اوتاد "خيمة " المؤتمر( وهنا تحذوني رغبة شديدة لاستعمال كلمة " الخيمة  " ، فيظهر انه لم تكن كافية العلاقة الوجودية  والارتباط الكوني  والعضوي بين الصحراوي وخيمته الا عندما اتت وزيرة الثقافة  بفكرة يوم الخيمة !! ....شيبك يالدنيا !! .....ومن الواضح ان البعض يجهل ان خيمة الصحراويين ليست وليدة الامس بل ان  خيامهم ضاربة في مرابع الازل). 
ورجوعا الى شعار المؤتمر ، فيظهر ان النابغة الذي كٌلف بالبحث عن شعار للمؤتمر ، لم يكلفه  ابسط عناء اختار اي كلمات لتكون شعارا للمؤتمر الثالث عشر ،( الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل !!) .. فعادةً الشعارات تتم فيها مراعاة عدة عوامل،  مثل السلاسة  واللحن الموسيقي من حيث الوزن لسهولة الحفظ ، التحفيز ، وضوح الرؤية والمعنى  وسلامة اللغة. 
المطلع على شعارات المؤتمرات الماضية  سيجد ان جميعها  موجهة للاستهلاك المحلي  ولتحفيز المواطن  وتوعيته بسبل وادوات احراز النصر من قبل ، بالبندقية ننال الحرية ، لا اسقرار لا سلام ....، كل الوطن او الشهادة ....اما شعار المؤتمر الثالث عشر- رغم انه مؤتمر للصحراويين - فإن شعاره يظهر بأنه موجه لغيرهم ، اللهم اذا كان من بيننا مَنْ " فيه اعظامها " ( اللي ما فيه اعظامها ما ارادس) ، فلا اظن ان الصحراويين بحاجة الى من يذكرهم  بأن الاستقلال هو الحل . فشعار المؤتمر الثالث عشر يبتعد عن ذكر الاساليب  والاليات  كمن يتخلى عن سلاحه  وينوي الحصول على هدفه بالمطالبة  والملاسنة. 
ثم ان الشعار حتى من الناحية السياسية قد يكون محط جدل ، فالحل مبدئيا  ليس في تكوين او الحصول على الدولة الصحراوية المستقلة ، بل في تمكين الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير، وبعد تمكن الصحراويين من ممارسة حقهم الطبيعي في الاختيار ، ساعتها من الممكن الحديث عن ارادة الصحراويين في تكوين الدولة  المستقلة او في بناء امارة او في الصعود الى المريخ . فحق تقرير المصير هو الاصل  وما يمكن  ان ينتج عنه  " استقلال او اندماج"  فهو تبعات ذلك الحق . ومن اجل تفادى  وضع شروط مسبقة - كما يحلٌ للامم المتحدة التحدث - فمن الحذق التركيز على حق تقرير المصير وتجنب قدر الامكان الالحاح  والتعمق الشعاراتي في ما قد يكون تحصيل حاصل حين استكمال شرط تقرير المصير.
يقال بان نفس الاسباب غالبا ما تؤدي الى نفس النتائج ، والمؤتمر القادم سينعقد في نفس البلدة  وتحت سقف نفس القاعة ، وبنفس المؤتمرين  ونفس القيادة ، وبنفس المصفقين  والمزميرين والبلطجية  والشبيحة .......وبالتالي قد يكون احمق او ابله من ينتظر نتائج مخالفة لما قد عودتنا عليه قيادتنا الرشيدة في مؤتمراتها الماضية.
المهم ، فاننا لا نرى في افق المؤتمر المظلم اي بادرة اصلاح او نية طوعية في الاستدراك اوالتغيير، وهو ما سيعود لا محال علينا وعلى القضية بالضرر الذي قد يرمينا في متاهات قد يصعب علينا معالجتها.
في النهاية ، فان هذا المؤتمر الذي بدا بلجنة تحضيرية هي في ذاتها احوج للتحضير ، وبشعار يفسر الماء بالماء ، فاننا نتوسل لله بأن " يحكم عنَا فعكابو".
Lajwad10@maktoob.com