اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الأمن الجزائري يُوقف إرهابيين سهلوا خطف الرهائن

كتب بواسطة : futurosahara on 28‏/11‏/2011 | الاثنين, نوفمبر 28, 2011


أوقفت مصالح الأمن الجزائرية شخصين بشبهة مساعدة جماعة إرهابية، في إطار التحقيق حول خطف الرهائن الغربيين في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. وكشف التحقيق الذي تجريه مصالح الأمن المختصة تفاصيل جديدة حول الخلايا الإرهابية التي تنفذ عمليات خطف الرهائن في الساحل.
 حذرت برقية تداولتها مصالح الأمن في دول الساحل من عمليات خطف جديدة وشيكة، قد تقع في موريتانيا، بوركينافاسو أو نيجيريا. وكشف مصدر أمني أن مصدر هذه التحذيرات هو ما توصل إليه المحققون في خلية مكافحة عمليات الاختطافات بالأمن الجزائري، التي توصلت إلى أن تكرار عمليات الخطف، مؤخرا، يعود إلى تنافس بين مجموعات اختطاف ضمن إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب. وحسب المعلومات المتوفرة فإن عملية اختطاف جديدة ستنفذ هذه المرة من قبل موريتانيين ينشطون ضمن مجموعة الاختطاف الثانية، التي لم تنفذ أي عملية إلى الآن.
وتشير المعلومات الأولية التي حصلت عليها مصالح الأمن الجزائرية إلى أن عمليات الخطف الثلاث، التي تمت في كل من الجزائر ومالي خلال الأسابيع الأخيرة، نفذت من قبل مجموعة الاختطاف الرئيسية التي يقودها جزائري من الشرق يدعى ''جابر محمد''، وهو ما قد يحرك الرغبة في المنافسة لدى باقي المجموعات.              
وفككت أجهزة الأمن في الجنوب الخلية التي سهلت عملية خطف الرهائن الغربيين في مخيم تندوف. وأوقفت شخصين بشبهة توفير المعلومات، وتسهيل   تنقل الإرهابيين الذين نفذوا العملية ضمن مجموعتين في تندوف. وأُوقف قبل أسبوع المشتبه فيه الأول في حاجز أمني بين المنيعة وعين صالح، أما المشتبه فيه الثاني فتم إيقافه في عملية أمنية في موقع ''نان آتو'' 140 كلم شمال تندوف. ووفرت اعترافات الموقوفين، الذين بلغ مجموعهم لحد الآن عشرة متهمين، معلومات تفصيلية حول نشاط خلايا خطف الرهائن وطرق عملها.
 وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الإرهابي المثير للجدل، عبد الحميد أبو زيد، شكل فريقين متخصصين في عمليات الاختطاف، وأوكل قيادة المجموعة الأهم والأكثر خبرة للإرهابي المدعو ''جابر محمد''. وتفيد التحقيقات إلى أن جابر أكثر المقربين من أبو زيد ومستشاره الخاص،   ويعتقد بأن هويته الحقيقية هي ''بن واهي عبد الباقي''، 44 سنة، وينحدر من إحدى ولايات الشرق الجزائري، وهو أحد قدامى ''الجيا''، ونشط ضمن مجموعة ''البارا''، ونجا من الأسر في جبال تيبستي بتشاد. ويعد جابر العقل المدبر لعدة عمليات اختطاف، حيث يتقن الفرنسية والإنجليزية، وهو حاصل على شهادة ليسانس من جامعة عنابة، ولا تتوفر لدى مصالح الأمن سوى صورة واحدة، غير واضحة، للعقل المدبر لعمليات الخطف، وقد أخذت من ملفه الجامعي في عنابة قبل17سنة. 
وتشير تحقيقات أجهزة الأمن الجزائرية، حول خلايا خطف الرهائن الغربيين في الساحل وشمال مالي، إلى أن المجموعة الثانية، وهي أقل أهمية، تتشكل من الموريتانيين، ويعتقد بأنها نفذت أغلب العمليات داخل موريتانيا، ومنها عملية خطف الرعايا الإسبان، ويقودها موريتاني يدعى ''غربي أبو مهاجر''، وهو مهندس خريج إحدى الجامعات الموريتانية، ويلقب كذلك بـ''عمران'' واسمه الحقيقي ''زبير ملاني''، ويتقن عدة لغات.
وتتشكل المجموعة الثالثة من مرتزقة وعناصر غير مرتبطين تنظيميا بقاعدة المغرب، وينسق نشاطاتها وارتباطها بالقاعدة مختار بلمختار أمير كتيبة الملثمين. وقد شاركت هذه المجموعة في خطف المبعوث الأممي روبرت فاولر ثم توسطت للإفراج عنه، ويعتقد بأن مجموعة بلمختار الذي تخلى عن الهدنة، مؤخرا، هي الأكثر ارتباطا بمجموعات التهريب، وبمرتزقة يقودهم مسلحون منشقون عن الجيش المالي.       
وتشير المعلومات المتاحة إلى أن خلايا الاختطاف الثلاث تنشط لتمويل التنظيم، وقد وقعت عدة عمليات قتل وتصفية في صفوف الجماعة بسبب الخلاف حول أموال الفدية. وتربط التحقيقات مقتل أصهار مختار بلمختار، خلال الأشهر الأخيرة، بالخلافات حول أموال الفدية وعائدات التهريب. وتربط التحقيقات، أيضا، الظهور العلني الأخير لمختار بلمختار بعمليات الاختطاف الأخيرة. 
وتتلقى خلايا الخطف الإرهابية الدعم اللوجيستي من خلايا نائمة تنتشر في عدد من مدن الصحراء الكبرى في مالي، النيجر، وموريتانيا. ولا يمكن أن تتمكن دول الساحل من مكافحة الاختطافات إلا إذا أوقفت خلايا الدعم التي تقدم للإرهابيين معلومات حول حركة الأجانب في دول الساحل، وتوفر التموين، تنقل الرسائل والأخبار عبر شبكة الأنترنت.