اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ما وراء الخبر في المؤتمر الثالث عشر

كتب بواسطة : futurosahara on 25‏/12‏/2011 | الأحد, ديسمبر 25, 2011


إبراهيم أحمد
إن طلبات عدم الترشح لبعض اعضاء القيادة السياسية من الوزن الثقيل ، اصحاب الدرب القديم ، واصحاب القرار الجماعي الراحل ، الذين جمعتهم وحدة القرار على طاولة واحدة في زمن ما ، بإسم أعلى هيئة قيادية متكاملة ذات التوجه المشترك ،  ليعكس بطريقة او بأخرى خلافات جذرية عميقة في الرؤية والمنهجية السياسية لادارة المنظمة التي لم تحقق بعد مصير شعب علق عليها كل آماله.
ان طلبات عدم الترشح المتتالية من طرف رموز أكبر هيئة قيادية في تاريخ المنظمة  بمناسبة  اكبر حدث لها لمراجعة الذات و تجديد القدرات في وقفة تحمل اسم احد رفاق الهيئة والدرب ¨ الشهيد المحفوظ اعلي بيبة ¨ تحت شعار الهدف الذي عاهدوا  الله و انفسهم و الشعب على تحقيقه : الدولة الصحراوية المستقلة ، ليؤكد عمق الخلاف واليأس من تحقيق مقررات برامج المنظمة وسلطنة القرار بيد واحدة اقصت مشاركتهم في المصير المشترك.
ان طلب عدم ترشح هؤلاء الرموز في منتصف الطريق ليعكس خلفية معينة ، اما تبرئتهم لانفسهم من محاسبة الشعب الذي يمهل و لايهمل ، و إما عجز او استسلام للأمر الواقع و بها يكونون قد تحملوا ما لا طاقة لهم به.
أما فيما يتعلق بالانتخابات ، فأنا لست قانونيا و لكن بحكم تجارب انتخابات جرت في بلدان أخرى ، فلا أدري من اي منطلق تركزت او اعتمدت شرعية مؤتمرنا ؟
ان كانت بإسم الجمهورية فذلك يعني مشاركة جميع فئات المجتمع و بدون اسثناء ، وان كانت بإسم المنظمة  (الحزب الواحد) فذلك يعني فقط النخبة السياسية التي أفرزها الحراك الثوري و العملي في صفوف المنظمة بدون زيادة تختبئ وراء خلفية حق المشاركة الذي أريد به باطل لتوجيه بوصلة المؤتمر!
فبالتمعن في المصوتين و من خلال عملية حسابية بسيطة :
 العدد الإجمالي للمصوتين  2100 ناقص عدد المصوتين الممثلين للرأي الصحراوي المتضرر (و هم 250 من الولايات + 400 من الجيش أي 650 صوت) ناقص 50 من المناطق المحتلة ناقص 100 من الجاليات والطلبة والمنظمات و المؤسسات نحصل على 1300 صوت و هي اغلية مطلقة (61.9%) مابين القيادة والصفة و...! فهل نتوقع التغيير؟
و كذلك كوطة النساء التي فرضت في آخر لحظة فقد أدت بالإنتخابات إلى الإنحراف عن مسارها، إضافة إلى تدخلات الرئيس بحجة علمه بما لا يعلمه المؤتمرون!!!
فهو مؤتمر عجائب بإمتياز، حيث تم تجديد الثقة من طرف المؤتمرين لقيادة الواقع المنبوذ و المرفوض ، و في هذا تناقض سيشكل اكبر بحث في تاريخ البشرية لدى علماء النفس لهذا المرض الانفصامي في مجتمعنا !  و يرد في هذا مثل شعبي لكن أخلاقي لا تسمحلي بالإستدلال به،  فكيف يرمون بعرض الحائط أهل الفائدة ( الله افكنا من إل ما بخل شي ولا زا شي )؟ و كيف يهمشون الشباب و القوة الحية المتجددة و يغيبون بعض شرائح المجتمع؟
خلاصة المؤتمر: أن المؤتمرين لا يريدون التغيير ، و التغيير لا يريد الشعب.