اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المؤتمر ليس أداة التغيير المنشود

كتب بواسطة : futurosahara on 05‏/12‏/2011 | الاثنين, ديسمبر 05, 2011


اسلامه الناجم
للوهلة الأولى يمكن للمراقب للشأن السياسي في الجبهة أن يلحظ دون عناء عزوف المواطنين عن الندوات السياسية التحضيرية ومللهم من المسرحية السمجة المكررة - على الأقل  منذ 1991 تاريخ وقف إطلاق النار والدخول في مرحلة ثانية وما صاحبها من متغيرات-  فلقد كان الإقبال متواضعا جدا.
والسبب جلي ومعلوم ذلك أن البداية جاءت عرجاء ، والظل لا يستقيم مادام العود اعوجا ، فتشكيل اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر ال13 للجبهة كان بذات الاستسهال والاستهتار الذي رافق نسخها  السابقة في حين كان الجميع ينتظر مشاركة وطنية شاملة  وحراك شعبي  ورسمي واسع  من اجل تعيين لجنة وطنية نخبوية في الفكر والنزاهة والنظافة وعلى دراية عميقة بتحديات المرحلة وتعقيداتها وطنيا ودوليا  .
غير أن صانع القرار وبكل أسف اظهر وعلى مراحل تشكيل اللجنة الوطنية نية المناورة والمراوغة بهدف الحفاظ على  الوضع الراكد والاحتفاظ بكامل خيوط اللعبة بيديه , فقد مر تشكيل اللجنة العتيدة بأطوار ثلاثة  ، ففي البدء كانت ستون عضوا ثم أضيف لها جميع الأمناء العامين للمؤسسات ، لتنتهي بكل من اشرف على الندوات السياسية من غير الأعضاء المعينين، ثم ترتفع الإثارة قليلا في محاولة لتحطيم رتابة المسرحية الى الوثائق المقدمة  للنقاش والإثراء فإذا بها هي الوثائق ذاتها التي نوقشت منذ أربع سنوات خلت وإذا باللغة الطاغية عليها لغة إنشائية  ابعد ما تكون عن لغة تقييم لفترة امتدت ألفا وأربعمائة وستين يوما وعلى كافة الصعد من الخارجية الى العسكرية الى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدستورية لدرجة انه يمكن اختصار التقييم في جملة " الله غالب ", أما عن شعار المؤتمر والذي يفترض فيه أن يكون معبرا عن التوجه السياسي للجبهة ما بعد المؤتمر فمسه أيضا ذات الاستخفاف والاستسهال ، فالشعار " الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل " من معانيه والتي هي توجهات أو هكذا يفترض طي ملف الاستفتاء وانهاء المفاوضات بهذا الخصوص فهل يقصد من وضع الشعار هذا المعنى وهل اعد العدة للخيار الذي يشير اليه   .
أما عن نسب المشاركة في المؤتمر والذي جاء متأخرا عن موعده عاما كاملا  دون سبب وجيه اللهم استحسان القائم بالأمر  ممارسة صلاحياته بكل اطمئنان ودون عجلة، رغم التحديات الجمة التي واجهتها القضية وقتذاك ومازالت ،عن هذه النسب حدث والحرج والعتب على هذه اللجنة الوطنية التحضيرية ، فأهل الصفة نصف الحضور ينقصون او يزيدون قليلا ، وكأن الصحراويين الآخرين ليسوا أعضاء في الجبهة  أو كأنها هي حزب نخبة من دون باقي المواطنين الذين رمي لهم فتات المشاركة دون مساواة فتجد مؤسسة صغيرة لها أكثر من فرع وبالتالي أكثر من مرشح وتجد أخرى كبيرة لها فرع واحد ومنه لها مرشح واحد وهي وضعية يعلمها صانع القرار وتعلمها لجنته التحضيرية لكنهم تجاهلوها رغبة في إضافة بعض البهارات لطبخة المؤتمر  الجاهزة .
كانت المشاركة قليلة ومتواضعة لخبرة تراكمت لدى الشعب بأن "دوني لرض ينعت لقصيها" ومع ذلك فقد   قيل الكثير من النقد في هذه الندوات السياسية كما في سابقاتها ونوقشت الوثائق وقوّمت وقيّمت لكن دار الاتكال والعجز والارتهان للعائلة وللكرسي وللفساد ستظل على حالها ، وقد آن الأوان أن يفهم الشعب  أن المؤتمر ليس أداة ولا مكان للتغيير المنشود.