اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

نظرة علي تشكيلة البوليساريو القادمة

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/12‏/2011 | الأربعاء, ديسمبر 07, 2011

محمد سالم محمد
تتجه قيادتنا بكل ثقلها أو مثقلة أو من دون ثقل ، المهم أنها ستتجه.
إلى أراضٍ كانت بالأمس مسرحا لبطولات رجال سقط البعض منهم في ساحات الشرف وعاش النظام الصحراوي بفضل تلك التضحيات ، تتجه لعقد مؤتمرها الثالث عشر ، في ظروف لا يمكن للنظام أن يقول اليوم أنها جيدة وحسنة مثلما تعودنا دائما قبل عقد أي مؤتمر.
وستحل بالأراضي المحررة لانتخاب قيادة جديدة أو إعادة انتخاب رجال مخضرمين في رسم سياسات الجبهة للذهاب بالشعب الصحراوي نحو تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة إلي الديار التي شردنا منها قبل حوالي أربعة عقود.
وإذا نظرنا للتغيير الذي ينتظره الكثيرون ، سنجد أن الامتحان الأصعب الذي سيواجه الرئيس هذه المرة هو منصب الوزير الأول لسببين اثنين في اعتقادي أولهما أن الحالي الذي وصل إلي ذلك المكان بعد أن مهد الطريق لنفسه عندما أطاح بحكومة الراحل المحفوظ أعلي بيبة في عام 1999 ووصل بعد ذلك بأربع سنوات ، أستطاع أن يقنع الرئيس إلي أبعد الحدود بل أصبح مصدر استقرار وثقة للرجل رغم كلام منتقديه ، إلا أنه أستطاع أن يقف في وجه كل العواصف بالكثير من الصمت والرزانة مع ابتسامة لا تفارق وجهه ، لكنك لا تستطيع أن تعرف ما الذي يعني بها. هذه الأسباب مجتمعة جعلت الرئيس لا يرى من يصلح لذلك المكان غيره .
أما السبب الثاني في اعتقادي هو أن الرجل قضى قرابة العقد وزيرا أول للبوليساريو ونحن اليوم في زمن الثورات ورياح التغيير ، لذلك قد يستغني الرئيس مرغما عمن كان له مصدر ثقة وأمان طوال كل هذه السنوات ، وإذا كان ذلك سيحدث فإن سؤالا عريضا يطرحه محمد على نفسه هو أين سأضع هذا الرجل ؟ومن أضع مكانه ؟
أعتقد أنه إن حدث هذا ورحل الوزير الاول الحالي فإن من سيكون مكانه على الأرجح هو ممثل الجبهة بإسبانيا حاليا ، وإن حدث ذلك فإنه لن يكون من المستبعد أن يحدث تبادل للمراكز بين الرجلين بحيث يذهب الأول إلي مدريد ويأتي الثاني إلي الرابوني.
بعد أن ينتهي محمد من تعيين منصب الوزير الأول لن يجد صعوبة كبيرة في بقية المراكز ؛ فالتوقعات تقول أن السفير بالجزائر لديه الكثير من الشروط كي يعود إلي وزارة الدفاع رغم العلاقة القوية التي تربطه بمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
لذلك قد يبقى وزير الدفاع الحالي ولكن ذلك لا يعني أن الآخر سيبقي سفيرا في الجزائر ، ولكن أين سيكون؟. هل تحدث المفاجآت ويتمكن الرئيس من إقناعه ليكون وزيرا للدفاع ويذهب الحالي إلي الناحية العسكرية الثانية  من يدري؟
إن توجهنا إلى الخارجية فإن وزيرها من المتوقع أن يبقي رئيسا للدبلوماسية الصحراوية ؛ ففي السنوات الأخيرة حققت البوليساريو بعض الانتصارات الدبلوماسية المتواضعة ، كما أن الرجل منحته الجبهة سنوات طويلة هناك مكنته من ربط علاقات قوية تحتاج إليها البوليساريو في القادم من المشوار.
ومن المراكز المتوقع أن لا يحدث فيها أي تغيير ، المنسق مع المينورسو.
 وممثل الجبهة في الأمم المتحدة بالنظر للثقة القوية التي يحظى بها الرجلان خاصة في أوساط الشعب، وقد يبقي الرئيس وزير الإعلام الحالي مكانه ، فإذا لم يشفع له العمل الكبير والنقلة النوعية التي أحدثها في وزارة الإعلام فإن السنوات التي قضاها رجال الإعلام في ثكنة عسكرية تحت قيادة الوزير السابق ستشفع له بالتأكيد ، ولعل بوادر بقائه وزيرا للإعلام بدأت تظهر من خلال المبنى الجديد لوكالة الأنباء الصحراوية.
وقد تمنح وزيرة الثقافة عهدة ثانية ومعها وزيرة التعليم التي استبقت المؤتمر بتصريح للإذاعة الوطنية يوحي بأنها باقية على رأس المنظومة التربوية.
ومن الأشخاص الذين ينظر إلي مكانهم القادم بالكثير من الاهتمام ، والي ولاية السمارة الحالي الذي اعتزل الحياة السياسية قبل أن يجد نفسه واليا لولاية السمارة في مصادفة غريبة ، وربما في سعيه إلي الأعلى ، قام من ضمن ما قام به بوضع شرطي ميت في العديد من طرق ولاية السمارة يرفع ذلك الشرطي السيارات ويجعلها تخفف من سرعاتها ولعل ذلك الرفع يساهم في رفعه إلي مراكز أعلى ولكن عليه أن يتذكر أن الوزير الأول الحالي عندما كان واليا لولاية السمارة فعل العكس تماما ، وقام بحفر الحفر فصعد إلي أعلى المراتب وإن كانت نية الرجلين هي تخفيف سرعة السيارات في الولاية وتعجيل سرعة سيارتيهما في السباق السياسي لتكون في أماكن متقدمة .
هي إذن نظرة متواضعة على بعض المراكز في تشكيلة البوليساريو القادمة وقد لا يتحقق أي شيء منها ، وقد تبقي دار لقمان على حالها ، وقد تحدث بعض المفاجآت غير المنتظرة مثل أن يعلن وزير شؤون الارض المحتلة والجاليات الحالي أنه اعتزل الحياة السياسية نهائيا ، وأنه بحاجة إلى أن يرتاح بعد كل ما قدمه من أعمال جليلة تستحق الإشادة ، ومثل أن يمنح مسؤول امانة الفروع الحالي ملف المفاوضات أو الخارجية.
ولكن مهما كانت الأسماء التي سيلعب بها الرئيس في السنوات القادمة ، فإن الصحراويين لا ينتظرون منها أن تحقق لهم الانتصارات في جميع المواجهات ، بل يتمنون فقط أن تحقق لهم هدفا واحدا هو العودة إلي الديار التي شردوا منها قبل حوالي أربعة عقود.