- لقد علمت مجلة المستقبل الصحراوي بتوقف نشاط راديو اميزرات الوطني لاسباب تقنية ، هل ذلك التوقف ظرفي فقط ريثما يتم التغلب على تلك المشاكل التقنية ام له امتداد غير محدود ؟
اولا قبل الاجابة عن هذا السؤال اود بإسمي الشخصي كمنشط لبرامج شبكة اميزرات الاعلامية وبإسم كافة اعضاء الطاقم ان اشكر مجلة المستقبل التي تعتبر اول مجلة صحراوية مستقلة تعتمد على الاعلام الحر وتخدم القضية ولا تقدس الاشخاص، واثني كذلك خير الثناء على المشرفين عليها واخص بالذكر الصحفي سعيد زروال والباحث ابراهيم احمد.
وبالعودة للإجابة على سؤالكم عن سبب توقف شبكة ميزيرات فانه فقط سبب ظرفي، وسنعود إنشاء الله بعد تجاوز المحنة بنفس جديد وحلة جديدة، وستبقى مواكبتنا للحدث على موقعنا الالكتروني والفيس بوك والتويتر اثناء التوقف.
- أول سؤال يطرحه المواطن الصحراوي ما معنى راديو اميزرات ؟
طبعا لن اجيب عن معنى الراديو لأنها كلمة مألوفة ومعروفة، وبخصوص مصطلح كلمة ميزيرات فهو اسم اطلقه اهل الصحراء الغربية على منطقة صحراوية تطلق على عدد من الوديان التي تبعد عن مدينة العيون المحلتة بحوالي 98 كلم شرقا وتحد هذه الوديان من الشرق منطقة تيغزرت ومن الجنوب واد لعظام ومن الغرب واد ايتغي وتتكون من مجموعة نذكر منها بن احمادو ، تيشط، الكاسر الصدرة البيظة بوكرش... وغيرها. كل هذه الوديان تصب في وادي لعظام الذي يصب بدوره في عين بن احمادو "المالحة" وقد سبق وان شهدت هذه المنطقة معارك بطولية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد قوات الاحتلال المغربي والان يسكنها عدد من الصحراويين من البدو الرحل، وتتميز هذه الوديان بتربتها الصافية البيضاء وانتشار اشجار الطلح واجداري والسكوم وتيشط وام لبينة ونبات يسمى الهرهارة.
اما راديو ميزرات بصفة عامة هو منبر اعلامي تواصلي حر يبث من المناطق المحتلة لكسر الحسار الاعلام المضروب عليها، تأسس سنة 2009 بمبادرة من مجموعة من المناضلين المتطوعين بناء على الضرورة الملحة قصد رصد ومتابعة مايقع من خروقات وانتهاكات سافرة لحقوق المدنيين الصحراويين العزل في المدن المحلتة وشمال البلاد والمواقع الجامعية، ويهدف اساسا للتعبئة وتأطير المناضلين وتغطية الاحداث والوقائع بشتى تلاوينها ومشاربها السياسية والحقوقية الانسانية والثقافية والاقتصادية.
- راديو اميزرات تجربة اعلامية صحراوية جد ناجحة استطاعة ان تلم شمل الشعب الصحراوي عبر كافة قارات العالم ، كيف تولدت لديكم هذه المبادرة الاعلامية ، وعلى ماذا تعتمدون ؟
تولدت لدينا هذه المبادرة الاعلامية ايمانا منا بتأسيس ميكانيزم او خلية اعلامية تفاعلية قادرة على تغطية كل الاحداث تماشيا مع الامكانيات البسيطة المتوفرة لدينا وتؤطرها غيرة ووطينة صادقة في تأدية هذه الرسالة النبيلة التي تنطلق بالاساس من خلفية كون الاعلام بصفة عامة لبنة اساسية لخدمة المجتمع وتطور الدول عبر مر العصور، ليس فقط في مواكبة الاحداث او الشخصيات المؤثرة فيها بل كذلك في رصد ومتابعة الاحداث والوقائع في كل زمان ومكان، وبواسطة الاعلام عرفت شعوب وعادات وتقاليد وشخصيات عالمية ساهمت من بعيد او من قريب في صناعة التاريخ وعلى سبيل المثال المناضلة والمدافعة الصحراوية امنتو حيدار غاندي الصحراء.
نعتمد في هذه التجربة المتواضعة على صفحة من لبالتوك تضم اكثر من 100 مستمع وصفحة عبر الفايس بوك تضم ازيد من عشرة الاف مشارك وتويتر خمسة الاف وتلفزيون خاص وموقع اليكتروني يجدد على مدار الساعة ونذكر في الاخير اننا نتوفر على الف و87 روبورتاج بالصوت والصورة يعكس ويجسد فظاعة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وملحمة اكديم ايزك المجيدة وكل من يريد الاطلاع عليها يجب عليه ان يدخل فقط لليوتوب
- هل من وراء مبادرتكم جهة معينة ؟
سؤال وجيه وجوهري اريد ان اوضح من خلاله ان شبكة ميزيرات الاعلامية جهة مستقلة لاتنتمي لأي جميعة حقوقية او تنظيم معين وإذا كان من الضروري ان تكون لكل مبادرة معنية جهة ورائها، فنقول وبكل افتخار واعتزاز ان الجهة التي تدفعنا هي صوت الشعب الصحراوي الصادح بالحرية والاستقلال وهي الفعل الوطني والممارسة الميدانية، هي انتفاضة الاستقلال الباسلة.
- ما هي اهداف هذه المبادرة الاعلامية ؟
سأجيب عن بعض النقاط التي لم اجب عنها لأني تطرقت لبعضها في صلب الحوار كا كسر الحصار الاعلامي والعسكري المضروب على المناطق المحتلة وخدمة القضية الصحراوية والدفاع عنها بكل حزم وقوة وفضح كافة الانتهاكات الجسمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية وتغطية كافة الاحداث الوطنية والدولية ونفض الغبار عن بعض المراحل المرعبة التي مارس فيها الاحتلال المغربي جرائم على المعتقلين والمختطفين والمدنيين الصحراويين العزل، تأجيج انتفاضة الاستقلال وتشجيع المناضلين على الاستمرارية والصمود، والمحافطة على هويتنا الثقافية وقيمنا الاسلامية الحنفية وتاريخنا المجيد.
- على طول عمر تجربة راديو اميزرات إحتضنتم أكثر من 150 ضيف من الشخصيات الصحراوية وآخرين متعاطفين مع القضية الصحراوية ، على اي أساس تختارون ضيوفكم ؟
على أساس وزن الشخصة وتماشيها مع الحدث وحمولتها الفكرية والسياسية التي من شأنها ان تثري وتعمق النقاش والرد على قدر من التساؤلات المطروحة لدى فئات عريضة من الشعب الصحراوي والمتضامنين مع القضية الوطنية، وذلك من اجل تعزيز قنوات التنسيق والتضامن على جميع المستويات الوطينة والدولية.
- من خلال استطلاعاتكم الخاصة اثناء لقاءاتكم بضيوفكم ، من هو الضيف الاكثر اقبالا من طرف الجمهور؟
اولا استطاع الطاقم وبكل شجاعة ان يستضيف شخصيات عالمية لها ما لها وعليها ماعليها وان يدخل في قلب ثورات الربيع العربي من المحيط الى الخليج ويستضيف البعض من رموزيها بالاضافة الى شخصيات وازنة ولها ضلع في القرار السياسي كمستشاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وشخصيات من الجنوب العربي اليمني ومن تونس وجمهورية مصر فضلا عن نشطاء سياسيين وحقوقيين عالميين، ورموز قيادتنا الوطينة. وبدون شك الضيف الذي يجد اقبالا ومحل متابعة من طرف الجميع هو من له التجربة و الحنكة السياسية والقدرة على التحليل والتوجيه والتأثير على المتلقي والرد على جميع التساؤلات بكل شفافية ومصداقية وجرأة وبدون اي تحامل او تشجن.
- هل فيه توجيه اوتحكم او مراقبة للاسئلة التي تطرح عبر الاثير مباشرة على ضيوفكم؟
بالنسبة لنا كطاقم فنحن لانقبل اي توجيه او تحكم او رقابة من طرف اي جهة كانت لان الطاقم ببساطة له القدرة الكافية على التحكم في زمام اموره والردع في حالة اي تحامل اوتهجم على الاشخاص بأسلوب مخل بالنظام وغير اخلاقي لايتماشى مع ادب النقاش والحوار.
- هل تشعرون بمضايقة معينة او إحراج من طرف قوات الاحتلال المغربي ؟
طبعا فأي عمل يهدف الى فضح الاحتلال وكشف حقيقته الكاملة لابد ان يبقى صاحبه محل شبهة بل يستهدف وتتعرض حياته للخطر ويعاقب بمايسمى بالعقاب الجماعي واذكر انه في رمضان سنة 2008 تعرضت للاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعالمة بسب نشاطي الاعلامي وموقفي السياسي من قضية الصحراء الغربية، ومؤخرا قامت وسائط اعلامية مغربية وعربية كقناة العربية بهجمة شرسة بسبب حملتنا المطالبة بمقاطعة الانتخابات المغربية الاخيرة التي يهدف من خلالها النظام المغربي لتكريس واقع احتلاله بالصحراء الغربية، ناهيك عن الاختراقات المتكررة لقوات الدرع المعروفة اختصارا بلهاكرز المدعومة من طرفة المخابرات المغربية... ولا اريد الحديث عن المخابرات المغربية وتهديداتها اليومية لأن كل ابناء الشعب الصحراوي بات يعاني من مضايقاتها .
- هل لامستم تثمينا لمجهوداتكم من طرف النظام الصحراوي رغم المخاطر المحدقة بكم والتهديد المستمر لكم من طرف العدو؟
للأسف الشديد يبقى تعاطي التنظيم السياسي في هذا الامر محتشم ان لم نقل منعدم تماما.
- هل تريدون مساعدات من طرف النظام الصحراوي او تبرعات من المناضلين لمواصلة منبركم الاعلامي الفريد من اجل ضمان التواصل الصحراوي ؟
اشكرك على هذا السؤال الذي يخيفني كثيرا لأن قضية الدعم قضية حساسة ان لم نقل شبهة ونقمة، ومن اجل ان يبقى توجهنا الاعلامي مستقلا ونزيها فعلينا ان نعتد في ذلك على القاعدة الشعبية البسيطة التي نحن ادرى بنفسيتها وهي ادرى بوضعنا وحالنا... ونصيحة مني لكل متتبعي مجلة المسقبل المحترمة والمعنيين بذات المجال ان العمل التطوعي الحر والمستقل لا يتطور ولايرتقي الا بالمثابرة والاستمرارية والاعتماد على الذات دون اي تقديس اسطوري لعمر او زيد ودون اي دعم من فلان او علان، وهذا استنتاج من تجربتي الاعلامية المتواضعة والبسيطة..
شكرا وتمنياتنا لكم بالتوفيق في تجربتكم الاعلامية التي نأمل ان تشكل نواة للاعلام الصحراوي في الدولة الصحراوية المستقلة . وان نلتقي واياكم في عاصمة بلدنا العيون الحبيبة.
ووفقكم الله
