اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

في إنتظار بيضة الديك .. إستمتعوا برسائل الإستجداء !

كتب بواسطة : futurosahara on 15‏/03‏/2012 | الخميس, مارس 15, 2012


بقلم :أحمد بادي محمد سالم
رئيس التحرير
ايهما أذكى وأكثر وفاء لصاحبه " كلب بافلوف"  المدفوع بفطرة التضور جوعا والذي إقترن لديه صوت الرنين بقرب تقديم الطعام فأطلق العنان  للعابه كي يسيل  إستجابة لذبذة الصوت المرتفع  بحدود  "500" ذبذبة  لكن حين خفض الرجل العالم الذبذبة الى دون ذلك أصيب الكلب يإنهيار عصبي نتج عنه بلهجتنا الحسانية أن الكلب الوفيء "أمرق أحبال قرظو" , أم "براقش" كلبة القبيلة العربية التي حرستها طويلا قبل أن تَجهز عليها بنباح طويل في وقت سيء وسارت مثلا للتهور "على قومها جنت براقش" قالت العرب,   في معرض الجواب على السؤال لايحتاج أي عاقل لكثير فطنة كي يكتشف أن السؤال يتعلق بتصرفات مخلوقات لم يُكرمها الله بنعمة العقل وكفى !
لكن المصيبة هو أن يصل الإنسان الى الحالة التي وصلها "كلب بافلوف" حين تنعدم لديه القدرة على  طرح التوقعات الممكنة للإقدام على أي فعل ما . بفرق واحد  بسيط هو أن الأنسان قد لايصاب بالجنون ظاهرا مثل الكلب المسكين  لكن كل مؤشرات فعله تدل أنه  أفصل هو "فلحجاب" من مرضى مستشفى "12 أكتوبر" عندنا , أو ربما وهو الأسوء يجني على نفسه وقومه بلعبة الوقت الضائع  والتنازلات الكثيرة حتى يصحُ فيه القول " على قومها جنت براقش" .
لاينقص وصف المفاوضات التي تجري بيننا والعدو المغربي كثير سجع لغوي كي يقال انها عبثية وبلا فائدة  ومضيعة للوقت ,ووو... ومع ذلك يُصر كل طرف  أن  يحضُر اللقاء ويُمعن في كشف نواياه الطيبة في البحث الجاد عن حل أمثل يرضي الطرفين قبل دخول الغرف المغلقة والمسيجة بالأشجار والعشب الطبيعي الناصع  .  لكن سرعان ما  تنتهي الجولة بكثير من اللغط  المتناقض تبدو الامور معه أشبه بجعجة الرحى وتجد وسائل الإعلام نفسها كمن ينطبق عليه المثل الحساني "أسمع ارغى واخطف لحوية" . دخان من التفاؤل الممزوج  بكلام السياسة  ينجلي عن رماد  من الإختلافات والتباعد في المواقف  بين الطرفين حينها يصبح الحل المرجو أشبه ب"بيضة الديك " . فهل تعرفون أن الديك يبيض مرة واحدة في عمره حسب الأساطير !!!
مادام الديك سيبيض قصر الزمن أم طال  مثلما ان الخير والسلام سيسودان  في الختام وسيتزوج البطل محبوبته بعد كل هذا العناء كما يحصل في نهايات المسلسلات والأفلام الرومانسية السعيدة والفاضلة، فلابأس ببعض الوقت للخلوة وتذكير الأمم المتحدة بمهمتها في الإقليم الذي يوصف  بأنه  آخر مستعمرة في إفريقيا .. لنستمتع إذن برسائل الإستجداء الرنانة !
 منذ مدة دأبت القيادة الصحراوية على إستجداء تدخل الأمين العام للأمم المتحدة لإنقاذ أهالينا من بطش الغزات,  تقرير السيد بان كي مون لهذا العام سيكون حافلا لامحالة برزمة رسائل الشكوى  تلك التي تبعثها قيادتنا الوطنية الى فخامته بعد أن أتعبها  مجلس الأمن الدولي  في النظر في  مطلبها  ضرورة خلق هيئة تعنى بحماية حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الوطن , 
  تخيلوا الصورة التالية بعد أن تنتهي مهلة الرجل  على رأس الهيئة الاممية ثم يرميه الزمن ويشارك في برامج  المسابقات التي تدر دخل كبير " من سيربح المليون"  مثلا :
 بان كي مون  مشارك رفقة زوجته يفصله عن المليون سؤال واحد ..!!!
 سؤال المليون:
ماهي عاصمة الصحراء الغربية؟
- العيون
-بئر لحلو
- التفاريتي
بان كي مون  منتشيء ويضحك ويربت على كتفي زوجته  : اختار الإجابة  "ب"هههه .موسيقى  مع الأضواء .. عفوا الجواب غلط ...
ربما يُعذر الرجل في إجابته لمن يعرف خبايا الصراع وحقيقة القضية فليس ذنب الرجل جهله بالتاريخ او الجغرافيا بل خِيل  إليه من كثرة رسائل الشكوى أن بلدة بئر لحلو المحررة هي عاصمة وطننا  المحتل . 
 ومع ذلك وحيث ترمي القيادة الصحراوية بما فيه أيديها من حل ممكن لهذه المعضلة " اللي أخبط بلي فيدو مايسمى درويش" . فإنها دوما تختار العنوان الخطأ فليس الرجل سوى موظف مغلوب على أمره يجيد التقارير الإدارية المملة لمجلس الامن الدولي إستجابة لما هو مطلوب منه  في مسطرة قانون هذه الهيئة  العالمية  تماما مثلما ان إستجابة "كلب بافلوف " لرنة الموسيقى ليس بدافع الرومانسية  وحب في "التبيظين" ولكن لأن ذلك يرتبط بعادة عوده عليها  مولاه  وبدرجة ذبذبة معروفة . فهل "جنت براقش على قومها" يوم ان فتحت أرضها لذوي القبعات الزرق .. وأستسمح   الممثل  المبدع ولد غالي في تحريف دعواه: 
"ياللي حزمت النملة .. وكحلت أبكاك ..أفصلنا نحن واهل القبعات  "