اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لقاء الرئيس.. أو اللقاء المهزلة

كتب بواسطة : futurosahara on 20‏/09‏/2012 | الخميس, سبتمبر 20, 2012


بقلم : أحمد سالم طالب صحراوي
كاتب من المناطق المحتلة
 كانت أول ردة فعل عقب اللقاء المهزلة الذي جمع الرئيس محمد عبد العزيز بالصحفيين اسلامة الناجم و الكوري سيداتي يوم الإثنين 17 سبتمبر 2012 من قبل الصحفي اسلامة الناجم في مقاله ( الرئيس و أنا ) الذي كان قويا و صريحاً و دون مواربة .
سيدي الرئيس بالله عليك مواطنان قضيا ساعات طويلة مرُة في طابور من طوابير الإنتظار حتى لا أقول الألم ، كان الأجدر بك أن تناغم تصرفاتك مع الشعارات التي ترفعها من قبيل العهد الجديد و دولة الحق و القانون ، بالله عليك يا سيادة الرئيس أهذا كل ما لديك لتكريم شبابنا الشرفاء ، أهذا كل ما لديك لتكريم صحافة حرة تأبى إلا أن تنفق كل جهدها لتغطية الأحداث بالمخيمات و المناطق المحتلة رغم ما يكلفها ذلك ، تكون سعيدا يا سيادة الرئيس عندما تستدعي هذا المنبر الصحافي ليغطي أنشطتك الرسمية لكن لا تكون كذلك حين يصور الوجه الأخر من حقيقتك .
لقد كان حري بك سيادة الرئيس التحاور معهم و مساعدتهم على حل مشاكلهم و الإنصات لتساؤلاتهم و الرد على رسائلهم ، لا سبهم و الصراخ في وجههم فإن ذلك يدلل على فقد الدولة لهيبتها و ماذا ينتظر المواطن العادى أن يحدث له ؟....... لقد طفح الكيل و فاض .
يا سيادة الرئيس هناك خطوط حمراء لايجب تجاوزها هذه الخطوط إذا تم تجاوزها فقدت الدولة هيبتها و عمت الفوضى ، و هو ما لا تحبه جموع الشعب الصحراوي الذى يبحث عن الأمن و الأمان و الإستقلال و إنتخبكم من أجل ذلك .
كنت واضحاً في لقائك المهزلة مع الصحفيين الأحرار و لم تقدم حلولاً تتعلق بمعاناتهم ، فلا تستغرب عندما تسمع أن الناس فاقدة الإحساس برمزية القائد و الزعيم و أنه يسود شعور واسع أن ما هو قائم هو إغتصاب للزعامة و القرار دون وجه حق ، و بعيداً عن قوة و إرادة الجماهير . 
لعل سيادة الرئيس يتدارك الأمر و يسعي إلي إنصاف الصحفيين قبل أن تقسو عليه الأيام ، فقد أصبح من الواضح في ظل لا مبالاة هذه السلطة و إستهتارها بكل ما هو حقيقي و مقدس و رمزي و أصبح من الواضح أننا في صراع وجود مع هذه السلطة إما أن نسمح لها بقتلنا و ستجد مئات المبررات الواهية لذلك ، أو نقتلها فينا و لدينا ألف سبب لذلك .
أما لماذا فلأننا متفقون جميعا على أننا في بلد يسكنه الفساد و يهلكه ، و نحن نعلم بداهة أنه لا فساد بدون مفسدين و أن الذين أفسدوا بلدنا و شعبه ما هم إلا قادته و نخبه المستحكمة ... أفلا تعقلون ؟ إن هذا الوضع المقلق و ما يصاحبه من إحتقان سياسي يفرض وثبة وطنية من كافة القوى السياسية للشروع في حوار شامل يتسع للجميع ، ذلك أن مواصلة التجاذب الحاد سيوقف تدريجيا عجلة البناء و يؤثر سلبا على ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة مما سيؤدي إلى شللها أو إنفلات أمني غير محسوب . 
فالحرب أولها كلام كما يقال سيدي الرئيس إننا نغرق شئتها أم أبيتها أنظر إلى البوصلة أمامك ، لقد فقدنا الإتجاه و إختلطت علينا الدروب الموحشة ، و حاصرتنا الأمواج العاتية و ليس هناك شاطئ يلوح في الأفق أنظر سيدي إننا خلفك في السفينة مباشرة ، و الماء هنا نراه بوضوح و معه كل الحيتان المفترسة و هنا بالذات حيث فقدنا الإتجاه و تعمقنا في ظلمات الموج العاتي لا أثر حتى للدلفين الحنون .
و مع ذلك سيدي الرئيس فمازالت لدينا فسحة أمل لإنقاد السفينة من الغرق ، و تذكر سيدي الرئيس أن الإنفراد بقيادة سفينة منكوبة و عدم التشاور مع ركابها ، و إشراكهم في كل مراحل محاولات إنقاذها من الفكرة الأولى إلى التنفيذ الأخير أدى دائما إلى غرق سفن عديدة عبر التاريخ بكل ركابها ، سيدي الرئيس إليك بعضا من حبال النجاة حاول التشبث بها ، و ربطها إلى السفينة و إلا فعلينا و عليك و على السفينة السلام ... !! 

تحية إكبار و تقدير للذين يعانون في مهنتهم الشريفة من أجل نقل الحقيقة كاملة .