اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

بين البارح واليوم

كتب بواسطة : futurosahara on 09‏/09‏/2012 | الأحد, سبتمبر 09, 2012


بشاري احمد عبد الرحمن
بين البارح و اليوم عقدين من الزمن هم على الأقل أعمار شباب صحراوي لم يعرفوا فيها الوطن و قيمته و قيمه و مقامه لأنهم لم يعيشوا و يعايشوا قيم و مبادئ شهداء الوطن و فُتِّحَتْ عيونهم على مرحلة رمادية لا هي سوداء بالحرب و المعارك و النضالات و التضحيات و لا هي بيضاء بإنتصارات و إستقلال و سلام .
مرحلة رمادية أنتجت ساسة رماديين بإمتياز و قادة حرب مذعنين لهم .
، ساسة يتقنون اللعب على حبال النفاق و القببلة و الشقاق هم للأعداء أقرب ، جميعهم متفقون و راضون على إطالة المرحلة و معها معاناة الشعب الصحراوي لا يختلفون إلا عندما تُمَسْ منطقة نفوذ أحدهم أو نصيبه من كعكة الفساد و التبذير ، رجال ألهَتْهُمْ معاقرة النساء و بيع المخدرات عن تحرير الوطن و أنْسَتْهُمْ سرقة المال العام وعودا قطعوها لهذا الوطن و لشهدائه و شعبه و بدّلوا كثيرا و إنفرجت عندهم زوايا الإستقام أيما إنفراج.
و أخذتهم العزة بالإثم و عاثوا في البلاد فسادا. 
مرحلة رمادية أنتجت سنوات عجاف أكلوا ما كان مدخرا من سنوات البذل و العطاء و التضحيات و الإنتصارات و رموا كل المكتسبات في مهملات التاريخ ، فجاء وقف إطلاق النار ليأكل كل ما تحقق في سنوات الكفاح المسلح ثم جاءت سلاسل التفاوض لتقيد كل حركة شريفة تصب في أستقلال هذا الوطن و تعاقب أصحاب القبعات الزرق على تشكير ما تبقى من إنجازات الزمن الجميل لنجد بعد عقدين أننا أصبحنا عظم بلا لحم ، ليس هذا فحسب بل وجدنا أيضا أن ظواهر القرن الجديد بدات تنخر في هذه العظام ، فهناك الرشوة و المخدرات و الخمور و الإنحلال و السرقة و السطو و حتى القتل. 
اليوم و بعد عشرين سنة نرى و نلمس مجموعة من البهائم تتمرغ في هذا الرماد بعدما كان نارا تحرق كل الغاصبين ، الأ يحق لنا ان نسمبهم الغاصبين الجدد ؟ الم يُضيِّعوا البلاد و العباد ؟ الم تعث بطانتهم في الأرض فسادا ؟. 
الأخطر من هذا كله رجال الصف الثاني من الأمناء العامون للوزارات و الصاعدين بالتملق و المنافقين و الفاسدين الأوفياء لفسادهم في الخارج، و المجبولين على السرقة في الداخل و العاملين على التهريب و المكلفين بتهريب و بيع المخدرات ، كل هولاء مرشحين لخلافة رؤسائهم في المسوؤلية و هنا يكمن الخطر الحقيقي لأن هولاء القوم على أتم الإستعداد لبيعنا بأبخس الأثمان .
اليوم أيضا بعد عشرين سنة رمادية تأخذنا حسرة ضياع تلك الأمجاد و ترمينا ، و تتقاذف سفينتنا أمواج عاتية ضيعت الملاح و المفتاح و مصيرها فوق طاولة أغراب تتجاذبه أهواء السياسة و تراتيب المصالح.
وشعب عاش على مسكنات أو مخدرات السلام و حسن النية ثم حقوق الإنسان و الديمقراطية ثم الإرهاب و الجماعات الدينية.
و البوم أيضا بعد عقدين رماديين لا يسعنا إلا الدعاء بأن يستبدل لنا الله ساسة بساسة و سياسة بسياسة و أن يلهم ساستنا نهج الإقالة و الإستقالة، و اللهم حرك مياه قضيتنا الراكدة و أشملنا بربيع عربي يكون لنا لا علينا ، اللهم عَجِلْ برحيل بعض ساستنا الذين عمَّروا في القيادة و أرزقهم إقامة في الخارج لا يعودون منها أبدا إنك ولي ذلك و القادر عليه .