اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المستقبل تعيد نشر تحقيق : هجرة القيادة الى بئر ام اكرين

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/10‏/2012 | الثلاثاء, أكتوبر 02, 2012


نزولا عند رغبة الكثير من قراء المستقبل الصحراوي من مخيمات الاجئين والمهجر تعيد مجلة المستقبل الصحراوي نشر موضوع الهجرة القيادية الى بئر ام اكرين مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة التي لاتمس بجوهر الموضوع، وهي تعديلات يفرضها تأثير الموضوع على الساحة الداخلية الموريتانية.
مبعوث المستقبل الصحراوي الى بئر أم اكرين الموريتانية
باتت بئر ام اكرين قبلة هذه الأيام للعديد من اللاجئين الصحراويين القاصدين للبلدة قصد التسجيل في الإحصاء الذي فتحته الدولة الموريتانية، لكن المثير للاستغراب هو العدد الكبير من قيادة البوليساريو من وزراء وبرلمانيين وإطارات سامية في الدولة الصحراوية. شعور بالصدمة يصيب المواطن العادي وهو يشاهد قيادته الوطنية وهي تجوب أحياء البلدة وكأنهم مواطنين عاديين وليسوا قادة لحركة تحرير تبحث عن الوجود وسط محيط يرفض لها العيش الكريم. 
هدوء البلدة الذي يتلبد بالغيوم تارة وتبزغ الشمس من خلفها تارة أخرى لايكسره هذه الايام سوى ضجيج سيارات تحمل ارقام حكومية تابعة للعديد من الوزارات الصحراوية وحتى لبعض المجموعات البرلمانية وهي تجوب شوارع البلدة الموريتانية غير المعبدة. 
مايخيل للزائر ان المدينة تشهد تنظيم الملتقى السنوي لجاليات الجنوب او تظاهرة لفائدة القضية الوطنية، لكن الحقيقة المرة هي ان القيادة الوطنية الرشيدة التي تقدم محاضرات عن الصمود في مخيمات اللاجئين الصحراويين تتقدم الصفوف عند مراكز الاحصاء.
وإذ تتحفظ مجلة المستقبل الصحراوي عن ذكر بعض الاسماء القيادية التي اتمت عملية الاحصاء خوفا من تأثيراتها السلبية المحتملة فانها تؤكد ان القيادة الصحراوية باتت تفكر في حلول تناقض رؤية الشهداء وتخالف امنية مؤسس الجبهة الشعبية الشهيد الولي في كلمته الخالدة : إننا شعب فُرض عليه المنفى انما لن نرضى بالمنفى الى ما لانهاية. 
ويتواجد بالبلدة الى غاية يوم الخميس 27 سبتمبر 2012 اكثر من 700 صحراوي اضافة الى الالاف سبق وان اتمو عملية الاحصاء . ويغلب على المستفيدين من العملية اعضاء القيادة الصحراوية الذين لايتكبدون عناء الانتظار بسبب تقديمهم لرشاوي مهمة تمكنهم من إنهاء معاملاتهم في اسرع وقت بخلاف المواطنين البسطاء الذين يتحملون عناء السفر وعناء الانتظار اضافة الى تكاليف الاقامة بالبلدة .التي لاتوجد بها بنية تحتية تليق للإقامة ما حتم على العديد من القادمين لها بناء خيم والسكن تحتها. 
وقد فتح المجال لاحصاء الصحراويين الذين يمتلكون وثائق ثبوتية تؤكد تواجدهم في المنطقة منذ سنوات بالاحصاء وذلك منذ ماقبل شهر رمضان الماضي . وكانت الادارات تستقبل 40 شخص في اليوم ليرتفع العدد الى 60 شخص يوميا. وإستفاد منه الى حد الساعة عدة الاف بمختلف المدن .
ومع ان النظام الصحراوي يروج بان قضية الاحصاء والتسهيلات الممنوحة هي خطة مغربية هدفها القضاء على صمود الشعب الصحراوي تكمن المفارقة العجيبة في ان اكثر المستفيدين من الاحصاء هم اعضاء القيادة الوطنية. فهل تناسى اعضاء القيادة الخطط المغربية الخبيثة ام ان ماتروجه القيادة هو مجرد شعار هدفه ثني المواطنين البسطاء عن اعداد اوراق ثبوتية لدولة مستقلة هم في امس الحاجة اليها في ظل انسداد الافق في حل سياسي للقضية الوطنية. 
وشكلت مزاحمة القيادة للمواطنين في عملية الإحصاء هته ظاهرة بات يتندر بها المواطنيين الذين إلتقتهم المستقبل الصحراوي في البلدة الموريتانية حيث علق أحد المواطنين على تصرف القيادة الوطنية بالقول "ماخالقة ابلاصة ماسبقتونة الها ".
ويبدو ان القيادة الصحراوية وبعد ان أمنت مواقعها في تندوف الجزائرية عن طريق الإستثمار في مقاولات وهمية وشراء أراضي هناك للبناء عليها، بداءات تزحف رويدا نحو بئر أم اكرين فيما يشبه زحف سلطان المغرب في سبيل حدود خريطته الوهمية . بينما الضحية هنا هو القضية والمواطن البسيط المغلوب على امره والذي لم يجد من يضمه لـ "الرحل "في تندوف او الاحصاء في بئر ام اكرين وهو يعدم الوسيلة والحيلة لضمان مستقبل زاهر له ولابناءه، وترغمه حياة اللجؤ الطويلة على البحث عن اية حلول وفق القول العربي الماثور "مرغم اخاك لابطل " وهو يشاهد ماتفعله القيادة بالوطن والقضية . 
ومع ان عواقب سياسة التجنيس وخيمة على مستقبل القضية فإن القيادة الصحراوية لاتجد غضاضة في توعية المواطن بخطورتها ولكنها تنسى نفسها في ذلك وهي التي لم تبخل اية وسيلة دعائية في سبيل تشويه اي تحرك شعبي يدعو لتصحيح مسار الثورة الصحراوية، كما حدث مع شباب الثورة الصحراوية. 
اليوم وفي ظل تنامي هذه الظاهرة الخطيرة تبدو هيئات الدولة المسؤولة غائبة خاصة البرلمان فإين هو من مساءلة الحكومة عن تفشي الظاهرة وأين التنظيم السياسي "أمانة الفروع" من التحسيس بخطورة ماينجر عن هكذا سياسيات تتماهى مع دسائس العدو وحلفاءه في باريس فهل سيعي القادة ذلك ام انهم منشغلون بالزحف تجاه بلدة في شمال مالي هذه المرة !!!