اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

هل تحولت وكالة الانباء الى ملك حصري للسيدة الاولى؟

كتب بواسطة : futurosahara on 24‏/12‏/2012 | الاثنين, ديسمبر 24, 2012

تنفرد وكالة الانباء الصحراوية من بين كل وسائل إعلام  النظام الرسمية بتفانيها المطلق وإحترافيتها وحرصها الشديد على نقل كل نشاطات وزيرة الثقافة والسيدة الاولى أكثر من اي وزير آخر في حكومة الدولة الصحراوية بما فيها حتى الانشطة الرئاسية.  فلا يحتاج المتابع لموقع الوكالة لكثير فطنة كي يكتشف ان هذه الوسيلة الإعلامية الرسمية تنام نومة اهل القبور في كل الاحداث المتعلقة بالقضية من حيث سرعة نشرها او مواكبتها، لكن حين يتعلق الامر بالسيدة الاولى تخرج الوكالة من كهفها العجيب بسرعة تثير الكثير من الاستفهام. خبر تلو خبر وبسرعة مطلقة وإحترافية مرفوقة بصور عن الحدث حتى تتجاوز التغطية اكثر من ثلاثة أخبار في يوم واحد عن نفس الحدث الذي يشرفه حضور السيدة الوزيرة، واليكم ابرز العناوين بوكالة الانباء الصحراوية هذه الايام :
 - تواصل فعاليات الأسبوع الثقافي للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالوادي
- الثقافة سلاح للكفاح من اجل الحرية و الاستقلال (وزيرة الثقافة الصحراوية)
- وزيرتا الثقافة الصحراوية و الجزائرية تشرفان على الافتتاح الرسمي للأسبوع الثقافي للجمهورية الصحراوية بولاية الوادي
- الأسبوع الثقافي للجمهورية فرصة للتعريف بالقضية الصحراوية عبر جبهة الثقافة
- وزيرة الثقافة الصحراوية تشارك في المهرجان المحلي الثقافي للموسيقى و الأغنية السوفية
- ولاية الوادي الجزائرية تحتضن الأسبوع الثقافي للجمهورية الصحراوية في طبعته الأولى

واليكم كل ما اوردته وكالة الانباء الصحراوية عن قضية اعتراف البرلمان السويدي:
- الحكومة الصحراوية تشيد بمصادقة البرلمان السويدي بالاعتراف الرسمي بالدولة الصحراوية
- مكتب الأمانة الوطنية يشيد بمصادقة البرلمان السويدي على قرار يطالب الحكومة الاعتراف بالدولة الصحراوية
- قرار البرلمان السويدي بادرة في الطريق الصحيح وثمرة لنضال الشعب الصحراوي (حركة التضامن السويدية)

المثير للدهشة ان كل هذه العناوين المتعلقة بجولة السيدة الاولى الى ولاية جزائرية اوردتها وكالة الانباء الصحراوية في اقل من 48 ساعة بينما حدث تاريخي مثل اعتراف البرلمان السويدي فلا يستحق من الوكالة اكثر من 3 اخبار جاءت كلها متاخرة عن سياقها الزمني. ويبدو ان الزيارات الرئاسية الاخيرة للمكسيك وايرلندا تاتي في المرتبة الثانية من حيث الاهمية بعد نشاطات وزيرة الثقافة بوكالة الانباء الصحراوية.
علاقة الود التي تجمع الوزيرة دون غيرها مع وسائل إعلام الدولة الرسمية لاتقتصر على الوكالة وحدها فقط بل تتعداها الى التلفزة المحروسة برعاية "البيه القائد"  حيث واثناء مؤتمر اتحاد العمال المنظمة الجماهيرية الكبرى لم تبالي التلفزة بنقل الحدث ولو على رأس نشرة الاخبار، بينما ازكمت انوف الخلق بروائح الوان لوحات تظاهرة "أرتي التفاريتي " ويومياتها حتى اصبحت تشبه "ستار التفاريتي بدل آرتي التفاريتي " . ولو تتبعنا الكثير من التغطيات الإعلامية المنحازة لطال الحديث وتعددت القرائن التي تثبت ذلك .
خاتم سليمان الذي تملكه الوزيرة دونا عن بقية زملائها في الفريق الحكومي الموحد ببرنامج عمل سنوي يعرض على البرلمان ويناقشه بكل شفافية وديمقراطية يطرح العديد من التساؤلات تتعلق برسم السياسات الإعلامية للدولة الصحراوية،  .من يرسمها؟ وما المراد منها؟ . وهل تحولت وسائل الإعلام الرسمية من الخدمة العمومية الى الملك الحصري الذي لايجوز التقرب منه او الكلام عن إنحيازه لانه يملك سياسة تحريرية معدة سلفا لخدمة المالك الحصري وعائلته الكريمة؟.
يحدث كل هذا بينما لا البرلمان ولاحتى رجالات الإعلام يطرحون تساؤلات حول كل مايجري وعلى رؤوس الاشهاد وفي وضح النهار وب"متن عين" لاغبار عليه. فيما يتشدق البعض بوسائل إعلام عمومية تخدم القضية ولاتقدس الاشخاص امكانياتها محدودة في نقل حدث لوزارة التعليم مثلا، ودولة من الوسائل الحديثة وجيش جرار من الكاميرات لتغطية مهرجانات وزارة الثقافة ومواقع إلكترونية اصابها السبات الشتوي يوم تصويت برلمان السويد لصالح الإعتراف بالدولة الصحراوية واخذتها الحمية الثورية و"التفكريش" ايام الاسبوع الثقافي بمدينة تندوف وبعده بولاية الوادي، فهل سرعة الشبكة العنكبوتية افضل في الجنوب الشرقي الجزائري من دول اسكندينافيا المصنفة من اغنى إقتصادات العالم ككل .
بهكذا اساليب تحول المواطن البسيط في بحثه عن الخبر القيمة الى الإعلام المستقل وبقي إعلام "الرابوني" يدور في حلقة مفرغة . اصبح معها عبء على القضية اكثر من إنجاز لها  يدافع عنها ويحرص على نقل جديدها للمواطن الباحث عن المفيد. 

في الماضي كنا نلوم المغاربة على تقديسهم للاشخاص لكن لاندري كيف سنلومهم بعد ان تفوقت وكالة الانباء الصحراوية في تغطية نشاطات العائلة الرئاسية على تغطية وكالة الانباء المغربية لنشاطات ماتسميه بالعائلة الملكية ومنها نشاطات سيدتهم الاولى التي لاتكاد تذكر نشاطاتها الا نادرا بوكالة الانباء المغربية.
السؤال الجوهري في ظل غياب سياسة إعلامية واضحة وإستفراد البعض بوسائل إعلام رسمية لخدمته، هو أين رجالات القانون من كل هذا؟، وهل القانون اصلا يجرّم من يحول مرفق عمومي الى ملك خاص؟، ام ان القانون يقتصر فقط على الاحوال الشخصية وفقه الطلاق ووثائق الحالة المدنية بينما يصمت عن الفساد المستشري والتلاعب الجلي بمقومات صمود الشعب ووسائل الدفاع عنه والتي تشكل ترسانة الجبهة من وسائل إعلامها الرسمية سنامها الرئيس. .
قد يطول الحديث في كشف هذه التجاوزات . وقد يعتقد البعض ان الشعب الصحراوي والمواطن البسيط نائم عن كل مايدور حوله .لكن جولات الباطل لاتدوم وعمر الوهم وإستحقار الشعوب قصير .  وظلم الظالم كظل الغيمة زائل لامحالة . والفاهم يفهم ....