اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

هل سترحل ندوة الإعلام إلى البرنامج الحكومي للسنة القادمة ؟

كتب بواسطة : futurosahara on 10‏/12‏/2012 | الاثنين, ديسمبر 10, 2012


اسلامه الناجم  
  ضمن برنامجها الهزيل للسنة الجارية -التي قاربت نهايتها- قررت وزارة الإعلام ، تنظيم ندوة تخصصية، الهدف منها، كما ورد في البرنامج الحكومي، وما تم تأكيده في أكثر من مناسبة على السنة القائمين عليها، ترقية الخطاب الإعلامي وتقنينه.
إن غاية نبيلة وهامة كهذه لا تحتمل التأجيل، وبالتالي كان على إدارة  الوزارة أن تضعها في مقدمة برنامجها، لتستهل بها عملها للسنة الجارية، لا أن تأتي في ذيل الترتيب، فقد كان مقررا لها- حسب رزنامة البرنامج المصادق عليه من قبل المجلس الوطني- أن تنظم شهر سبتمبر الفارط، وقد تم فعلا تشكيل لجنة تحضيرية شهرا قبل ذلك، تشمل أربع لجان فرعية، قيل أنها فرغت من إعداد مشاريعها منذ مدة، لكن التأجيل ظل سيد الموقف. كل هذا الوقت لم ترى فيه الوزارة إلى حد الساعة، سببا كافيا للاعتذار للإعلاميين العاملين بها، ولكل من يهمه الأمر .
الأدهى، أن الوثيقة السياسية الصادرة عن اللجنة الوطنية المشرفة على الندوات السياسية لانتخاب أمناء الفروع المحلية والأساسية، نصت خلال تقييمها للعمل الوطني خلال سنة 2012 ، على أن وزارة الإعلام قد نظمت ندوتها!, ولا ادري سبب هذه "الخطأ"، أهو راجع إلى أن اللجنة اعتمدت في تقييمها على برنامج الحكومة –الندوة مقررة شهر سبتمبر- دون الرجوع إلى الجهات لتقف بنفسها على المنجز ؟! أم أن الوزارة نفسها هي منبع هذا "الخطأ"؟ . وأيا كان المسؤول ف "الخطأ" فادح إلى درجة التلفيق والكذب المفضوح، تصوروا ! ندوة تخصصية هدفها في غاية الأهمية، مقررة في برنامج الحكومة، يكون مصيرها هذا العبث!.
في جميع المؤسسات والنظم المحترمة يتم تحديد آجال المواعيد والاستحقاقات بدقة،  لكن إدارة وزارة الإعلام حتى تترك لنفسها هامشا للمناورة، وربما التملص، لم تحدد يوما بعينه لتنظيم الندوة، بمعنى أن الوزارة أهدرت من الوقت، ما يكفي لتنظيم عشرات الندوات المماثلة ، وليس واحدة ، إن الدقة تقتضي تحديد اليوم ، فالعالم الآن يخطط لخمس وعشر سنوات قادمة وفق أجندات محددة ومضبوطة ليس بالأيام وفقط  بل الساعات أيضا !! . وحجة الإدارة إنها تريد مشاركة رسمية على أعلى مستوى .
بعبارة صريحة تريد إدارة الوزارة - حتى لا أقول الوزير- حضورا شخصيا لرئيس الجمهورية والوزير الأول ، فكيف تعذر هذا الشرط شهرين على التوالي وهذا الثالث قد مضى ثلثه، فالرجلان يباشران عملهما بصورة دائمة ومنتظمة، والزيارات الخارجية والاستحقاقات والمواعيد الوطنية و الجهوية وحملات النظافة "التطوعية"، التي قد تشغلهم وتمنعهم من الحضور،نستطيع حصرها وعدها منذ سبتمبر إلى وقت كتابة هذه السطور، فكيف لم تظفر الوزارة بيوم أو اثنين من وقتهما طيلة السبعين يوما الماضية ؟  من المقصر إذن ؟ الرسمي أم الوزارة ؟.
على نحو ما هذا التساؤل لا يعنيني، و إنما فرضه السياق الذي جاء فيه عذر إدارة وزارة الإعلام على التأخير الطويل لانعقاد ندوتها التخصصية، لكن يبدوا أن الإصرار على حضور الرجلين، نابع من كونهما المتحكمان في مصادر المال الذي ستحتاجه النتائج التي ستسفر عنها الندوة ! بيد أن عنوان الندوة، إن كان هو موضوعها حقا لا يحتاج إلى تمويل، فترقية الخطاب الإعلامي وتقنينه يستند في الأساس على جملة من الإجراءات النظرية والتطبيقية وتأهيل مهني دائم واحترام المعايير الدولية في حقل الإعلام ، أما التمويل الذي لا أنكر حاجة الوزارة الملحة له ، فله أوجه أخرى غير عنوان الندوة! فلماذا الخلط إذن؟
لا تثريب على إدارة وزارة الإعلام ، فخلط الأمور هي سياسة ومنهج معتمد في إداراتنا ووزاراتنا ، فالكل بحاجة إلى اقتطاع ما يعتبره حصته من كعك المساعدات الإنسانية، فيلجا إلى حيلة مشروعة تحمل اسما كبيرا يوحي بغاية مهمة .
لهذه الأسباب وغيرها، صار التكهن بموعد الندوة ضربا من التنجيم ، فحتى يوم القيامة الذي استأثر الله بوقته لنفسه، له علامات يستدل بها الناس على قرب اجله، في حين ليس لندوة الإعلام موعد معلوم كحال مواعيد الدنيا، ولا لها علامات صغرى أو كبرى كميعاد الآخرة .