اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

أغيثونا

كتب بواسطة : futurosahara on 17‏/12‏/2012 | الاثنين, ديسمبر 17, 2012

 السلامي محمود
مفارقة كبيرة هي التي دفعتني إلى معالجة هذا الموضوع  عندما قرأت خبراً  في مجلة  لكم المغربية المستقلة  تناول حال أسرتين مغربيتين من ألأطلس تعيشان في بؤس وشقاء لإفتقارهما لأبسط سبل الحياة  ولاأقول الحياة الكريمة . حال هتين الأسرتين يُرثى له .  إمرأة من أنمزي في قرى جبال ألأطلس تردد عبارة "أغيثونا من البرد الذي يقتل أطفالنا" والقهر والجوع والثانية صرغة من المدعو يوسف الذي لايجد مايُعيل به أولاده . ماتوا جوعاً وبرداً لولا إكرام المحسنين من المصير الذي ينتظرهم  حين يُصابون بالمرض.
 من الطبيعي أن ألأسرتين المذكورتين ما هما إلاقليل من كثير وعينة يُراد  بها جلب إنتباه الرأي العام المغربي الى حقيقة الوضع الذي يعيشه الكثير من المغاربة في أرضهم وتحت سمائهم .

الوضع ألإفتراضي للأسرة المغربية أنها أسرة كاملة الحقوق العامة، تعيش في كنف الدولة المستقلة، لها المبادرة في إختيار الزمان والمكان الذي يمكنها من الرزق الحلال ومستلزمات الحياة من أكل وشراب و علاج وتعليم ، أما وضعها الحقيقي فهو الذي تناولته المجلة  تستعمل الحطب للطهي وقد تقضي ليلها في ظلام حالك.الوضع ألإفتراضي للأسرة الصحراوية في مخيمات تيندوف : أسرة  ناقصة الحقوق العامة ، تعيش في المنفي في لحمادة ، في أرض قاحلة لاتنبت ألأخضر ولا اليابس ، تُعاني ألأمرين الحر في الصيف والبرد في الشتاء  "محتجزة من طرف البوليزاريو" حسب ادعاء النظام المغربي .
 أما وضعها الحقيقي فهي التي تحظى بجميع مستلزمات الحياة الضرورية ، تتوفر على الماء الصالح للشرب، تأخذ النصيب الذي يُغطي إحتياجاتها من التغذية كل شهر،  أبناؤها مؤطرون في مؤسسسة تربوية، يستفيدون من التعليم المجاني في مختلف مراحله كما أن جميع أفرادها له الحق في التطبيب والعلاج مجاناً، رغم رداءة الخدمات  تستعمل الغاز للطهي والإنارة في الليل.مفا رقة غريبة وكأن ألأولى هي التي تعيش في اللجوء بينما الثانية تعيش في كنف الدولة المستقلة.
ويُطالبون بفك  "الحصار"  عن إخوانهم الصحراويين في مخيمات تيندوف .  ياله من وقاحة وتضليل للحقائق. على هؤلاء أن يرفعوا أسباب الشقاء أولاً عن ذويهم وأن يُوفروا لهم أبسط الإمكانيات من تغذية ورعاية صحية وتعليم ألتي هي حق لهؤلاء. وهي بشكل من ألأشكال تجنب التسول، و تصون  الكرامة والحرية ألإنسا نية.
 الصحراويون قيادة وشعباً رغم ماينخرهم من فساد لن يقبلوا لأي كان أن يعاني ماتُعنيه ها
تين ألأسرتين.
لو أننا في مكان غير ذاك و في زمان غير الزمان الذي نعيشه لكانت صرخة هذه المراة كافية لإستجابة أمير المؤمنين. شتان بينهما، بين المعتصم بالله في عهد الدولة العباسية وأمير المؤمنين في عهد المملكة المغربية.