ان نشر ثقافة النظافة بكل اشكالها لدى المواطن البسيط بما فيها النظافة السياسية كفيلة بضمان نظافة دائمة للمحيط دون الحاجة الى القيام بحملات تنظيف استعراضية لأغراض سياسية.
قبل ان نشغل الناس لاسابيع بجمع القمامة ونحشد الامكانات لنشعل النار في "الكبة" ،يريد المواطن ان تنظف الادارة من الممارسات البيروقراطية، القبلية، المحسوبية و من "المناضلين" الكسلاء خدام المادة وعبيد الشخصية.
ان النظافة التي نريد قبل نظافة المحيط هي صقل العقول و الذهنيات وكنس كل الممارسات البالية التي ندير بها دواليب الحكم وتشوب كل سياساتنا التسييرية الخاصة والعامة بشؤون دولتنا الفتية التي ستطفئ شمعتها الاربعون بعد ثلاثة اشهر من الان تقريبا.
النظافة التي يريد المواطن وعامة الشعب هي نظافة الكتابة العامة من "مستشاري السوء" ومنتجي الافكار التدميرية والقرارات الفاشلة والهدامة المضرة بالوحدة الوطنية.
النظافة التي نريد هي نظافة المصطلحات السياسية لقيادتنا الوطنية من بعض العبارات غير اللائقة من قبيل "انتوما اشكون"، ومصطلحات الاندساس والخيانة التي يلصقها رموز الفساد بالرابوني باي صوت يحاول اصلاح النظام الصحراوي.
النظافة التي نريد هي نظافة تساعد على ازلة الشوائب التي الحقها نظامنا الحاكم وسياساته الكارثية على صورة القضية الوطنية الصحراوية العادلة.
ان النظافة التي نريد هي عزل ديناصورات دبلوماسية الحرب الباردة صانعي الانتصارات الوهمية ومستنزفي المال العام وناهبي مساعدات الشعب رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها بعض الدبلوماسيين لصالح القضية بعيدا عن اضواء الكتابة العامة ووكالة الانباء الرسمية.
ان النظافة التي نريد و ارادها الشهداء هي ان يسود العدل و نطهر جهاز العدالة من المفسدين والمرتشين و ننصف أبناء الشعب الخيرين .
بعد اربعين سنة من الاعلان عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب والتي رحل عنا مؤسسوها ، على قيادة البوليساريو اليوم ان تقدم كشف حساب لنفسها وجماهيرها وللشعب الصحراوي عامة ، وان تعمل على اجراء محاسبة عسيرة مع الذات قبل ان نطلق العنان لتبذير المال العام في احتفالات تمر بعنوان : "اللاحدث" ، وعلينا قبل ذلك ان نطرح السؤال بعد ٤٠ سنة من تأسيس الجبهة الشعبية، ماذا تحقق؟ ..والى اين نحن ذاهبون ؟..