اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المغرب يعود بعظمة من بلد أولف بالم

كتب بواسطة : futurosahara on 23‏/02‏/2013 | السبت, فبراير 23, 2013

 السيد حمدي يحظيه        
ما يقوم به السويد، البلد البارد الذي نظن أنه متلف في معطفه في شمال أوروبا ولا يهمه ما يجري في العالم؛ ما يقوم به اتجاه قضيتنا هو عمل أخلط الصحون والملاعق والكؤوس في مطبخ القصر الملكي. فدخول قضيتنا إلى كواليس برلمان هذا البلد البارد جوا، والذي يسكنه شعب دماؤه حارة، يجعلنا لا نقول كلما غضبنا أن اوروبا كلها تجرها فرنسا من اذنها وتفعل بها فعل العجان بالعجين.
السويد تخالف القاعدة وتقف في وجه فرنسا وحتى المانيا. وبالعودة إلى تاريخ هذا البلد البعيد، البعيد، البعيد جغرافياَ عنا، والذي لم يذق أي أحد من شعبه شاينا ولم يدخل خيامنا، نجد أن تعاطفه معنا ليس وليد مناقشة برلمانه قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية التي حدثت مؤخرا، وليست وليدة وقوفه ندا لند في وجه فرنسا حتى يمنع تجديد اتفاق الصيد مع المملكة المغربية العاصية، إنما وقف معنا من البداية. في الأيام الأولى للغزو المغربي للصحراء الغربية بعث الملك المغربي الحسن الثاني بمجموعة من تجار سفك الدماء إلى العالم الغربي ليروج لاحتلاله. ورغم إن الكثير من الدول آنذاك، بسبب جهلها لحقيقة الصراع أو عن قصد، استقبلت تجار سفك الدماء أولئك. لكن واحد من هؤلاء التجار؛ واحد من غير المحظوظين منهم، المجرم عبد الرحيم بوعبيد، قاده قدره إلى السويد بداية سنة 1976م ليروج للاحتلال. استقبله البرلمان السويدي وحين استمع إلى حديثه طرده. نعم طرده شر طردِ، وحسب بعض المعلومات فإن واحد من الذين قاموا بعملية الطرد هو شاب سيقوده طموحه فيما بعد إلى إن يصبح رئيس وزراء السويد، ونعني به اولف بالم والذي، بسبب ذلك الموقف، سيصبح، سنوات فيما بعد، صديقا عزيزا للصحراويين ومدافعا عنهم في كل المحافل.
اليوم يعيد التاريخ في السويد تسطير وتصفيف كلماته من جديد؛ يعود التاريخ لينظر في نفس المرآة التي نظر فيها سنة 1976م. بالمعنى التقليدي للعبارة يعيد التاريخ نفسه.
فبسبب الزوبعة التي أثارتها مناقشة البرلمان السويدي لقضية الاعتراف بالجمهورية الصحراوية اراد المغرب الالتفاف عليها. لكن التفاف لم يات في وقته؛ حدث على طريقة اللصوص في الليل وفي وقت متأخر جدا. بعث الملك تاجرا آخر من المتاجرين بالدماء، عبد الكريم غلاب، إلى السويد على خطى عبد الرحيم بوعبيد ليطلب من حكومة بلد اولف بالم، أن يسحب مناقشة قضية الاعتراف بالجمهورية الصحراوية. لكن المشكلة أن التوقيت، وهذا غباء سياسي، كان غير مناسب: الوفد البرلماني المغربي ذهب في وقت كانت السويد كلها فيه ثائرة ومنقلبة على المغرب بسبب محاكة ابطال كديم إزيك غير المنطقية.
النتيجة إن البرلمان السويدي رفض الدخول في نقاش، مهما كان نوعه، مع الوفد البرلماني المغربي حول قضية الصحراء أو حول تجميد مناقشة مشروع الاعتراف بالدولة الصحراوية. الشيء الوحيد الذي عاد به الوفد المغربي- العَظْمَة- هو توقيع اتفاقية بين مدينة مغربية ومدينة سويدية لم تر النور بسبب تهكم الصحافة السويدية منها ووصفها بانها تؤامة مع بلد يمارس اقذر انواع الديكتاتورية. هذا كل ما كان من محاولة المغرب الفاشلة.