اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

اربعينية الجبهة بين ارادة التمديد و حتمية التجديد

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/02‏/2013 | السبت, فبراير 02, 2013

لمن بكار
كنت اعتقد وبالنظر للمتغيرات والتحولات والتحديات الدولية والاقليمية وبالموازاة مع الذكرى الاربعين لتآسيس الجبهة الشعبية صدور قرارات شجاعة من العيار الثقيل على غرار حزب الله اللبناني الذي عود منتسبيه في  كل محطاته بالإعلان عن مفاجآت و إنجازات أذهلت الآعداء.  لكن يبدو أن حليمة لم تبرح عادتها القديمة فكانت المصيبة سنة كاملة من الإحتفالات فبماذا؟ وآين نحتفل؟ . آيجوز ان نحتفل في ظل مناخ يخيم عليه الإنبطاح والإنسلاخ و الإنحراف عن المقاصد الوطنية والإنصراف عن المبادئ و القيم المثلى لثورتنا المجيدة، بضياع الإنتصارات و توالي الإنتكاسات؟،آيحلو لنا ذلك و الوطن مغتصب والشعب معذب؟، وعلى ماذا؟، على نداءات الأسير وأنين الجريح. وأين نحن من عهد الفقيد ووعد الشهيد؟. آيعقل أن نحتفل مع زمرة الفساد و رموز الإستبداد و دعاة ثقافة التفكيك، ومهندسي سياسة التشتيت والتفتيت ومؤطري اساليب التركيع والترويع ، ومجسدي ثقافة الإستبعاد و الإستعباد؟ .
 إننا نكتب مرحلة فارغة ومظلمة من تاريخنا بالإنخراط في سيناريو المهرجانات و المناسبات العبثية، فليست هي المخرج  من حالة الإنحسار و الإنكفاء و الإحباط و الإنحطاط بل هي إمتداد لآساليب التسميم و مظاهر التكميم و سياسات التنويم، اما التخليد الذي نريد فهو صون المكتسبات و إستحضار المبادئ و القيم و الرفع من القدرات و الإمعان في الإخفاقات و ترشيد النفقات وإشراك المواطن في صنع القرارات و رسم السياسات و العمل في كل الجبهات. ومراجعة الغايات النبيلة لثورتنا بالتطوير لا التدوير و التجديد لا التمديد بالصمود لا الجمود بالإدراك لا الإرباك بالإبتكار لا التكرار بالوفاق لا النفاق .
لاريب أن لنا جالية معتبرة و محترمة بالجزائرالشقيقة من حقها  التواصل معنا كما في أماكن أخرى بل إن الجزائر هي الرئة التي نتنفنس منها ومن الواجب التموقع  و التموضع هناك ليس بالأسابيع الثقافية فحسب إنما بخلق علاقة طبيعية سمتها الود و الإحترام و الندية و الثقة التي يبدو أنها في خطر إن لم تكن في خبر كان، خاصة في  ظل تنامي الجريمة و التحدي الأمني بإحاطة المخيمات بالأحزمة الترابية و الإنتشار الأمني  المكثف وهلم جرا .إننا بحاجة إلى موقف شجاع يقلص الآوجاع و يمكننا من الإقلاع بإقتلاع منظومة الفساد المتكدسة و الجاثمة على القلوب والعقول التي خدرت الوعي و زادت المطبات و عمقت المسافات و أحجبت الرؤية امام المستقبل.