اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المعقول و اللامعقول

كتب بواسطة : futurosahara on 28‏/08‏/2014 | الخميس, أغسطس 28, 2014

بقلم : بابا السيد لعروصي
ربما كان عنوان غير جديد, ولكنه كذلك عندما نعلم أن اللامعقول كان ولايزال أكثر رجحانا من المعقول .
سنقول فعلا أمر غير معقول!
   كتب كثيراً عن المعقول واللامعقول في الأدب والمسرح، واللامعقول في تلك المجالات، هو ضرب من الأعمال الأدبية والمسرحية يراد منها الدخول في صميم الواقع المعقول من خلال تناول فنتازي لا يبدو للبعض معقولاً، لفتح نوافذ جديدة لفهم مشكلة واقعية أستعصى فهمها.
ويحاول علماء السياسة وفقهائها، بدورهم أن يجدوا الحلول لمشكلات وأزمات، ولهم أن يبحثوا في الممكن ما هو غير ممكن، فالدبلوماسيون سياسيون محترفون يعهد إليهم ترجمة الإرادات إلى قواعد لها صفة قانونية مقبولة ومحترمة، يغوصون في عمق المشكلة حتى يجدوا في زاوية ما حلاً لأزمة ما، قد تبدو في نظر البعض مستعصية لا أمل في إيجاد حل لها، والدبلوماسي بالمعنى الفني، فنان في ابتكار الحلول، ومن أجل الوصول إلى هدفه قد يبدو غامضاً بعض الشيئ، كما له أن لا يذكر كل الحقائق المتصلة بموقف ما، ولكن ليس للدبلوماسي أن يخدع أو يغش، وأن يعرض مزايا وهمية لسلعة فاسدة من أساسها، ففي ذلك نهاية لمصداقية بلاده وحرفيته السياسية.
اللامعقول في علم سياسة الإمبريالية الجديدة (العولمة) اليوم: هو موقف اللاموقف، ولمن يستعصي عليه فهم ذلك، نقول، عندما يكون من المحال التسليم بالهزيمة، فلا بأس من الوليمة وتوزيع الهدايا والعطايا، والرشا بشراء الذمم وصناعة الأفلام ودس الأقلام في سوق النخاسة/الصحافة، واستغفال من يمكن استغفاله، وتعساً للحقائق الموضوعية، فليسرق من يسرق، ولينهب من ينهب، فهذه من صلب مبادئ الديمقراطية العولمية.
يسود العالم سياسة اللامعقول والغريب حِقاِ أن من يقود هذا النهج يضفي على كل وجوده أدوات الموضوعية والمعقول ، ولي أن أسأل اسئلة ، ولو أنها أسئلة متأخرة ، وإجابته كانت مبكرة.
، هل وجود المغرب معقول ؟!!! .
هل الموقف الدولي معقول ؟!!
هل سياسة الدول الإقليمية  معقولة ؟!!
وإذا كانت الإجابة على السؤال الأول بالمعقول ، فإننا نعيش حقيقة واقع اللامعقول ، ولذلك يتبعها من إجابات على الأسئلة التالية ، إذا الموقف الدولي غير معقول ، والسياسة الإقليمية الخاصة بالصحراء الغربية غير معقولة أيضا ! .
وهل يمكن أن نقابل سياسة اللامعقول وما أضفته على الأرض من حقائق بموضوعية و" بالمعقول" .!!
هذا الطرح يقوده مدرسة الواقعية ، أي الإعتراف بالواقع والإعتراف بإلإحتلال المغربي كوجود ، والإعتراف بإلمملكة كنظرية ، ولكن عندما انطلقت البندقية الصحراوية وتطورت انطلاقتها وتجربتها إلى كل روافد العمل الوطني والجهادي ، كانت تستخدم سياسة اللامعقول من اجل تصحيح معادلة اللامعقول التي انتهجنها دول الجوار تجاه السياسات المغربية، والتي نتج عنها إغتصاب الحقوق بسياسة اللامعقول ، فعندما يخرج مقاتلينا من تحت الأرض لأعدائهم فهي آلية اللامعقول أمام تفكير العدو المغربي المستبد والتي جعلته يؤمن بأن اللامعقول هي سياسة أيضاتجدي ثمارها عندما يتفنن الملك  الطاغية في إملاء شروطه ومحاولة تثبيت عنجهيته على من يطرح بالمعقول .
مهزلة ..! ، أليس هذا الموجود الآن قمة اللامعقول ؟ عندما :
1 . تغتصب الحقوق بمناطقنا المحتلة و في السجون وبجنوب  المغرب
2. عندما يسخر المغرب كامل وسائله المادية والبشرية لمنع توسيع صلاحية بعثة المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان  بالصحراء الغربية.
3. عندما يقوم المغرب بالتعتيم الإعلامي   تجاه قضية عادلة   .
4. عندما يقوم المغرب بإعتقال مدنيين عزل و محاكماتهم  داخل محاكمات  عسكرية جائرة .
5. عندما يقوم المغرب بتقويض البنية التحتية لسلطة  شعب معترف به بناء على اتفاقيات  موقعة عليها أطراف دولية .. في مجلس الإمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
إذا أين المعقول ؟!
أعتقد أن المعقول أن يرد الشعب الصحراوي بسياسة اللامعقول أيضا ، أي بسياسة الحالات الاختراقية لسياسة اللامعقول لتجعل الوهم الذي يعيش فيه ينقشع ، وأن تتبدد أوهامه بالحقيقة ، هذه الحقيقة بأن هذا الشعب الصحراوي وعلى مدار حوالي أربعون سنة  على الأقل لم تفلح أي مخططات تآمرية معه لضرب وحدته الوطنية أولا ، وكل من حاول ذلك ذهب إلى مزبلة التاريخ ولم تفلح أيضا أي محاولات لنزع إرادته وإجباره على الركوع .
إذا أين الأمم المتحدة بالمعقول ؟ أين الجامعة العربية بالمعقول ؟ أين المنظمات الدولية بالمعقول ؟ أين الدول العربية بالمعقول ؟ أين دعاة التشبث بهيوستن بالمعقول ؟ أعتقد أن الوقائع على الأرض تقول ..... " لا يوجد أحد "    ...... لايوجد معقول.
ولذلك البندقية الصحراوية يجب أن تأخذ سياسة اللامعقول لكي تبني حلم المعقول لها من حرية واستقلال واندحار للاحتلال وإقامة الدولة الصحراوية ، ولتذهب جميع الوسائط التي تلهث تحت عناق اللامعقول من أجل استضعاف هذا الشعب وتركيعه ، علما بأن في السياسة اللامعقول آلاف الأسرى و في سجون الاحتلال ، وفي سياسية المعقول السياسة النضالية والجهادية في حياة شعب هناك حالة أسر واحدة بسياسة المعقول ، فهل يمكن أن يختنق المعقول أمام عملية القوة والعنجهية المغربية ومن لف لفها ، لا أعتقد ذلك فالمعقول دائما هو الذي يصوب على الهدف بدقة مستخدما شجاعة اللامعقول في تنفيذ أهدافه.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.