اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لنرى الصحراء بعين جميلة

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/08‏/2014 | الجمعة, أغسطس 29, 2014

بقلم : محمد العالم. 
 لنرى الصحراء بعين جميلة ليس عنوانا لمقال جديد لكن نعتبره خاتمة لما سبق من مجموعة المقالات التي تفضل موقعنا الموقر بنشرها والذي نكن له كل التقدير والاحترام لسعة صدره وتقبله نشر كل ما يمس باالقضية الوطنية او الواقع المعاش من قريب او بعيد، كما نتفضل بالشكر الجزيل لقرائنا الكرام الذين بدورهم ساعدون على افراغ ما كان بداخلنا من حسرة والم شديدين على الاوضاع التي يمكن ان نؤول اليها لا سامح الله . 
خرجنا عن صمتنا لان الضمير الوطني يحتم علينا ذلك والا سنكون كالذين قال فيهم ابو الثوار جيفارا "المثقف الذي يلوذ بالصمت اكثر خرابا من النظام الديكتاتوري والقمعي الذي يمارس القتل ضد ابناء شعبه".
ان محاولة تشريح الواقع ونقده او حتى معارضته هي ظاهرة صحية لا يحق لاحد ان يستعار منها فلولاها لما وصل العالم الحالي لما هو عليه الان ولا ادري ان كان من حسن او سوء حظنا كون الادارة ومصادر القرار هي قريبة جدا منا داخل مخيمات العزة والكرامة الشيء الذي يسمح لنا بالاضطلاع على كل كبيرة او صغيرة ولو تعمد النظام اخفاءها عنا. 
"لنرى الصحراء بعين جميلة " العنوان الذي اخترته لمجموعة المقالات هو عبارة عن احاسيس ومشاعر ونقاشات ومواضيع يتداولها المجتمع الصحراوي داخل الخيمة وفي محلات التجارة وفي سيارة الاجرة وداخل الادارات بجميع اطيافه من المعلم ,المقاتل ,العامل ,المهندس, والحداثي والاصولي , يحز في نفوسهم التغيرات التي تطرا داخل المجتمع احيانا بارادتته واحيانا اخرى مدفوعا اليها من طرف ايادي خفية طموحها التاثير في ركب هذا المولود الجديد الذي هو بمثابة الاوكسجبن الذي نتنفسه ومن غيره لايمكن ان يكون لنا وجود "ان الدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها "المقولة اليتيمة التي اتذكرها للزعيم هي كذلك ولابد من تدارك الاخطاء وتخطي الصعاب للحفاظ على الدولة الفتية, كثيرة هي المواضيع التي يمكن لنا كابناء الوطن الغالي الخوض فيها والتطرق لها في سبيل ترقيتها وتصحيحها وحتى نقدها كالتعليم والصحة والداخلية والخارجية وكل الامور التي تعنى بالتسيير لان في ذلك تقويم لهياكل الدولة وابقائها على المسار الصحيح الذي انطلق من اجله الشعب . 
كذلك باستطاعتنا تكوين دولة نموذجية داخل الكتلة المغاربية التي في نظرنا يمكن ان نضيف اليها الكثير ويمكن لها ان تستفيد منا اكثر مما سنستفيده نحن منها , شعب قليل العدد مقابل ثروات طبيعية هائلة مع ارادة سياسية زائد وعي قاعدي لابأس به مع ديمقراطية حقة كلها عومل من شأنها وضعنا في المراتب الاولى داخل الاتحاد، الصحراء جديرة بان ينظر اليها بعين جميلة لانها اعطتنا الشيء الكثير الذي يلزمنا النظر اليها بعين الوفاء والمحبة الصادقة وحتى الخوف عليها من اطماع الغزاة الدخلاء الذين ما مرة يتحينون الفرصة للانقضاض عليها وازالتها من الخرائط العالمية. 
لقد شربنا ماءها الممزوج بدماء شهدائها الطاهرين والذي بدوره زرع فينا روح النخوة والكبرياء , ولعبنا في مدارسها ودور تربياتها ثم بعد ذلك انتقلنا الى ثانويات وجامعات اجنبية معربة وغير معربة بفضلها، وهكذا ذواليك حتى صرنا على ما نحن عليه اليوم نساء ورجالا نتطلع الى غد افضل .
الى هنا اودعكم على امل اللقاء بكم ان كان في العمر بقية , ومن اللحظة سنعود الى سباتنا وصمتنا لان الصمت في العرف عند البعض من العلماء الاجلاء هو فن الانصات ونحن نحب ان نكون كذلك.