اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

افقايع....و ليست استقالات.

كتب بواسطة : futurosahara on 26‏/08‏/2014 | الثلاثاء, أغسطس 26, 2014

بقلم : اسلامه الناجم .
 الاستقالة ظاهرة صحية تمارس بشكل يومي سياسيا واداريا في اعرق النظم واكثر الدول تطورا. بل ان هذه النظم والدول تاتي فيها الاستقالة احيانا ان شعر المسؤول ان ثقة الناس به قد اهتزت لسبب ما دون ان يكون قد بدر منه تقصير في عمله ..عندنا الامر مختلف تماما فكما تختلف ممارسة المسؤولية كذلك تختلف الاستقالة والغاية منها .
الحقيقة ان نظامنا شديد الحساسية من الاستقالة فهو بالكاد يختار موظفيه من خلال عملية حسابية شاقة (القبلية + الولاء) وبالتالي هو يعول على هذا التشكيل ويرجوا له الديمومة فالتغيير بالنسبة له سببه بيولوجي(الموت) فقط وليس سياسي او اداري .
اتقن النظام قواعد اللعبة حد البراعة واصبحت تجمع افراده مصالح مشتركة وعلاقات متشابكة ويسوده نوع من الانسجام والتناغم وكل من فيه هو راض تمام الرضى عن الوضع المتسم بالفساد والموبوء بالقبلية والمحمي بعدم المساءلة،وليس اكثر من هذه الاسباب مدعاة للاستقالة، لكن لا احد استقال ، وبالتالي فحين نسمع عنها من حين لاخر فذلك لان المستقيل احس انه خارج اللعبة وانه بات مهمشا  او على الاقل مجمد الى اشعار اخر وفي الغالب يكون هذا نتيجة للاختلاف مع الزعيم او مع احد رجاله الاساسيين .
الحقيقة الجلية اننا لم نتأكد من الاستقالات التي سمعنا بها من قبل اذ لم يؤكدها احد من اصحابها على عكس استقالة الاخ بابا السيد التي قال موقعان شهيران("الضمير" و"المستقبل") - الترتيب هنا يراعي توقيت النشر - انه اتصل بهما لاعلانها، وواضح من تطابق صياغة الخبرين في الموقعين انفي الذكر انه بيان وزع عليهما. لكن تبقى الاسباب المعلنة غير مقنعة، قياسا على الواقع فمركز دراسات الساقية الحمراء ووادي الذهب عمره اكثر من ست سنوات لم يقدم فيها شيئا يذكر بل لم يقدم أي شيء باستثناء "محاضرات" متفرقة عن الدولة في الاسلام، بل ان الاخ بابا رئيس المركز سبق له وان استقال من تمثيلية البوليساريو بفرنسا وذهب الى كندا لاجئا سياسيا حسب ما هو شائع،احتجاجا على ما اعتبره - وهو محق- انحرافا من النظام عن الاولويات، تشهد على ذلك مقالاته شديدة اللهجة في موقع "ارسو"  وغيره من المجلات الدولية وهي كتابات لم يطلع عليها الرأي العام بسبب اللغة التي كتبت بها (الفرنسية) وظلت قراءتها نخبوية وربما هناك قصد من وراء ذلك وربما لا . وبالتالي عودته وقبوله بتسلم مسؤولية مركز بهذا العنوان الضخم وهو يعرف مسبقا النظام وقواعد اللعب المتبعة فيه تثير فينا التساؤل والحيرة.
يستحق شعبنا الصامد في وجه العدو ومؤامراته وفي ظروف طبيعية وجيوسياسية  واقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة والتعقيد وتحت قيادة تحسب لكل شيء سوى المصير . يستحق نظاما افضل ونخبا افضل تحترم عقله وقيادة همها الاول والاخير الاستقلال وكل السبل التي تؤدي اليه، قيادة وفية للشهداء وتثمن التضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا قربان لحريته و مجده.
وبغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع نية الاستقالة، المؤكد ان ما فعله "ممثل الدولة الصحراوية في البلد المجاور" حسب تعبير الدكتور بابا حين عارض النشاط المشترك بين مركز الساقية الحمراء والمراكز النظيرة في هذا البلد. لا اجد له وصفا سوى  انه عار وخزي ونقل لخلافاتنا الى ساحة خارجية والادهى انها ليست رسمية "سياسية" قد تتفهم فعلا كهذا، فقد خبرت الصراع على السلطة والادوات المستعملة فيه. لكنها مراكز تضم مجموعة من الاكاديميين والمفكرين الذين يصوغون فكر وعقل الاجيال القادمة في هذا البلد وتكبر المشكلة عندما يكون البلد المعني الحليف الاستراتيجي والشقيق الاكبر والاثير .
بقي ان اشير الى ان الاستقالات السابقة حتى وان لم يؤكدها اصحابها فطريقة علاج النظام تؤكد صحتها فوزير التعاون السابق عاد الى العمل الدبلوماسي وزيرا منتدبا مكلفا بامريكا اللاتينية وامين عام وزارة التكوين المهني والوظيفة العمومية نقل الى وزارة التجارة امينا عاما واستبدله امين عام وزارة التجارة. لكن الحركية الاخيرة تمت في سرية تامة لم تعلن عنها وسائل الاعلام الرسمية وحتى  المواقع المستقلة لم تأخذ خبرا بها وربما سبب السرية حتى لا تنفخ هذه المواقع في المسالة والسؤال. إلى هذا الحد بلغ  النظام من الضعف وقلة الثقة بالنفس ؟


يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.