اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المقابلة الغير متكافئة

كتب بواسطة : futurosahara on 25‏/08‏/2014 | الاثنين, أغسطس 25, 2014

 
بقلم : محمد العالم
 ستة مقابل ستة ,اي ستة اشهر مقابل ستة اشهر, بمعنى من شهر اكتوبر الى شهر ماي مقابل من شهر جوان الى شهر سبتمبر , وبتوضيح اكثر اشهر الصيف مقابل اشهر فصل الشتاء داخل مخيمات العزة والكرامة , نقارن بين اطراف هذه المقابلة التي يدخل فيها المواطن الصحراوي حكما بامتياز لانه هو المشرف الحقيقي على اطوارها وكيفية تسييرها،  اشهر فصل الشتاء اقل وطأة على المواطن الصحراوي من نظيراتها في فصل الصيف اذ ان الحياة تبدو عادية ,الاستهلاك فيها للماء معتاد , وقصر مدة النهار مقارنة مع مدة الليل  مما يرجع ايجابا على الاستهلاكات الغذائية التي تكون الغلبة فيها للقطاني المتوفرة مقارنة مع باقي الاغذية الاخرى كما ان الاستقرار داخل المخيمات هو الطاغي بحكم الضرورة القصوى للتواجد مع الابناء المتمدرسين في القصور الابتدائية , و ان الموسم الاجتماعي يفرض التواجد لان هناك حياة عملية يجب القيام بها من تجارة وتربية للمواشي وعمل وظيفي وعمل يدوي ...   
 مجمل القول ان اشهر الشتاء صديقة ورحيمة بالمواطن  الصحراوي مقارنة بالاخرى التي تحتم علينا تناولها شهرا بشهر .تبدا بشهر ماي اين القدوم للابناء المتمدرسين بالخارج مما يعني زيادة في الانفاق ثم بداية التحضير لموسم الصيف وهو ينقسم الى نوعين :
صنف يفضل الاستقرار داخل المخيمات واقتناء لوازم التبريد من ثلاجات ومكيفات هوائية، وصنف اخر يفضل التنقل الى المداشر المجاورة وكراء شقق شبه مفروشة محاولة منهم كسر حر الصيف بما اوتوا من قوة ولو تطلب الامر الاستيدان.
 شهر جوان هو الاخر مرحلة متاخرة من التحضير للاصطياف وبداية الشروع في التحضير لشهر الرحمة والغفران .شهر رمضان لم يبقى كما كان في السابق اين كان المواطن الصحراوي يكتفي بشربة حساء والبعض من التمر والحليب بالاضافة لكاس الشاي المعد سلفا قبل سماع صوت الاذان، بل تطورت الامور واصبح فيه الاعداد لاطباق متنوعة منها ماهو مشوي وماهو مقلي .
نحن الان في  شهر جويلية وما ادراك ما جويلية: حرالصيف , وحر الشهر الكريم , وحر تكاليف التحضير لعيد الفطر . يدخل علينا شهر أوت يحاول فيه الانسان الصحراوي استعادة انفاسه لكن العادة اقوى من ذلك اذ ان شهر اوت هو شهر للافراح عند غالبية الناس , من هنا تبدأ الحكاية اي انه لايمكن له ان يسلم من بأسه فالهدايا تفرض نفسها متمثلة في ما يصطلح عليه عندنا بتارزيفت، وهي موضوع اخر يمكن ان تخصص له الصفحات تلو الاخرى .
بعد هذا كله نجد انفسنا في شهر سبتمبر لكن الحر لم ينجلي بعد وصار لزاما علينا اضافة شهر اخر خارج الديار ثم بعد ذلك التحضير لعودة الابناء الى مدارسهم بالخارج والاستعداد لذالك لم يبقى كسابق عهده . فعشرة الاف اوعشرين الفا او حتى ثلاثين الف دينار لم تعد تكفي الطالب لاتمام موسمه الدراسي بل لابد للعائلة ان تبعث له بين الفينة والاخر مبالغ مالية لسد حاجياته التي لاتنضب،  وبعد الانتهاء من هذا وذاك نجد انفسنا على مشارف عيد الاضحى المبارك.
 امام هذا التشريح يبقى الحكم اي الموطن الصحراوي والمتمثل في رب الاسرة أو ربة الاسرة  حائرا امام هذه المفارقات واذا ما خير فانه سيختار الفريق الاول وسيغلبه على الثاني ان لم نقل يقصيه وان لم يستطع فعل ذلك  فان الامور ستعرف طريق الفيفا وهي طبعا هنا الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية , وفي انتظار ان تجد الدولة حلا لهذه المعضلة لانجد افضل من الدعاء لارباب العائلات بطول الصبر وقوة العزيمة..

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.