اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

هل صارت تخيفنا الحرب إلي هذه الدرجة؟؟ّ؟

كتب بواسطة : futurosahara on 24‏/08‏/2014 | الأحد, أغسطس 24, 2014

بقلم : الدكتور. مولود أحريطن
من يقرأ رسالة  السيد رئيس الدولة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الاستعدادات الأخيرة التي يقوم بها جيش الاحتلال المغربي في الجزء المحتل من وطننا يصاب حقيقة بخيبة أمل وإحباط معنوي شديدين، فالرسالة جاءت مليئة بعبارات الاستجداء و المناشدة بشكل يوحي بتخوف شديد من إقدام المغرب على خرق عملية وقف إطلاق النار و يعطي الانطباع بأن الطرف الصحراوي بات يخشى الدخول في أية مواجهة مع العدو بل و يتحاشها بشكل واضح  و ذلك على عكس ما صرح و يصرح به جل المسؤولون الصحراويون  في أكثر من مناسبة لناحية جاهزية الجيش الصحراوي لأستْئناف الكفاح المسلح في أية لحظة يطلب فيها منه ذلك.
لقد كان حريا أن تكون الرسالة عبارة عن بيانا لإعلان التعبئة الشاملة في صفوف القوات المسلحة الصحراوية للرد بكل قوة و صرامة على أية حماقة غير محسوبة العواقب قد يقدم عليها المخزن و تحذيرا شديد اللهجة  للأمم المتحدة من أنه في حال خروج أي جندي مغربي من الحزام فإن الطرف الصحراوي سيتصرف من منطلق واجب الدفاع عن النفس و سيعتبر نفسه في حل من كل التفاهمات المتعلقة بترتيبات وقف إطلاق النار لسنة 1991.
فهكذا بيان كان سيكون بمثابة رسالة واضحة تضرب عصفورين بحجر واحد كما يقال ، فعلى المستوى الداخلي كان سيعتبر جرعة هامة  لرفع معنويات قواعدنا الشعبية و أهلنا في المناطق المحتلة و طمأنت الجميع بأن جيش التحرير الشعبي الصحراوي  جاهزا للتعامل مع كل المتغيرات الميدانية في اية لحظة و قادر على الحفاظ كل شبر من التراب الوطني المحرر و استكمال تحرير الجزء المحتل من وطننا إذا دعت الضرورة لذلك، كما أنه ـ أي البيان ـ كان سيكون بمثابة إنذارا واضحا للمخزن مفاده أن الشعب الصحراوي ، و الجيش الصحراوي خاصة على أتم الاستعداد للتعامل مع كل الاحتمالات و أنه ـ أي المخزن ـ عليه التفكير ألف مرة قبل حتى مجرد التفكير في الإقدام على مغامرة حمقى من هذا النوع قد يندم عليها.
لكن و للأسف الشديد يبدو و الحال هذه أن قيادتنا الوطنية صارت تخشى حتى مجرد التهديد أو التلويح بالعودة إلى الحرب و تتمسك بشكل مريب بمخطط التسوية الذي صار متجاوزا و حتى المغرب نفسه لم يعد يعترف به و لا يعره اية اهمية، و نحن نتسأل عن سر تمسك القيادة الصحراوية بمخطط تجاوزه الزمن و الاحداث و لم نجن منه سوى الانتظار الطويل و خيبة الأمل و الإحباط؟ و لماذا تستمر في التشبث بالمفاوضات العبثية  و العقيمة التى لم تحقق لنا أي شيئ يذكر على مدى اكثر من ثلاث و عشرين سنة ؟ فهل مرد ذلك إلى أنها قد وصلت إلى درجة من العقم الفكري و الإستراتيجي صارت  عاجزة معها عن إيجاد البدائل للخروج من الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ سنة 1991 ؟ أم أنه قد تمكن منها الوهن الجسدى حتى باتت تخشى الانخراط في أية مواجهة عسكرية مع العدو ؟ أم  هما الأمران معا و ما التمسك بمخطط " السلام" والتمترس وراء  حجة ألولوية الحل السلمي إلا نوعا من مدارات العجز.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.