اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

التناقض المسكوت عنه

كتب بواسطة : futurosahara on 14‏/08‏/2014 | الخميس, أغسطس 14, 2014


بقلم : محمد العالم اثبت الزمن ان الشعب الصحراوي رغم المآسي التي يمر بها استطاع ان يكون جارا مفيدا بالنسبة لدول الجوار، فالى جانب سخائه وكرمه كان سببا في توفير العديد من مناصب الشغل للعديد من العائلات وتوفير المواد الغذائية المناسبة الثمن, فبعد ان كانت لحمادة صحراء قاحلة هجرها الحيوان قبل الانسان لظروفها الوعرة استطاع الانسان الصحراوي تطويعها وجعلها منطقة صلة وصل بين دول الشمال والجنوب وكذلك المناطق المحتلة، فنحن نرى الحجم الهائل من العائلات المستوطنة المستقدمة من المدن المغربية ومدى الرفاهية التي تنعم بها، كذلك نلاحظ الاستفادة المهمة للجارة الجنوبية موريتانيا واقتحامها للسوق الصحراوية وحتى القضية الوطنية وماجنت منها ,من هنا يمكن ان نطرح السؤال ما ذا استفاد الانسان الصحراوي من خيراته طيلة الاربعين سنة الماضية بضفتيه؟ مخيمات اللجوء : انطلق الشعب الصحراوي حفاة عراة هربا من الغزو المغربي الى منطقة جرداء قاحلة تسمى لحمادة وانخرط في تنطيم سياسي مشكل من أبناء جلدته مكنه من جميع السلط المخولة له قانونا وغير ذلك، وانخرط في صفوف جيش التحريرالشعبي مؤتمنا تنظيمه على عائلاته غير ابه بمصيرهم همه الوحيد الانتقام لنفسه واسترداد ارضه المغتصبة، مرت السنين والاعوام والمقاتل الصحراوي على هاته الحال مكتفيا بتراخيص تمكنه اياها قيادته على شكل افواج في اغلب الاحيان لا تتعدى عشرين يوما، لا يستطيع المرؤ فيها التفتيش والتدقيق في الامور لان القناعة كانت تحجب عنه ذلك , والهدف الاسمى لم يتحقق بعد، والعودة كل مرة منقوصا من اخ او رفيق او قريب استشهد في ارض المعركة وحتى الخوف من اللاعودة يفرض عليه عدم الخوض في هكذا مواضيع وحصر اللاحقة في الاستمتاع دون تفكير . بعد ذلك باعوام انتهت الحرب وعاد الابطال الاشاوس الى الديار وكان التغريبة الفلسطينية تعيد نفسها، اذ ان الحكايات البطولية و"التفكريش" لا يمكن ان يملاء االفراغ الذي حل بالابطال، وان الحياة تطورت وازدادت متطلبات الفرد فيها. من هنا تبدأ حكاية المطالب والتي هي نوع من الهبات يتكرم بها قادتنا وليست متوفرة للجميع، وان صد الابواب في وجه الاغلبية بات يفرض عليها البحث عن البديل والمتمثل في الهجرة الى البلدان المجاورة بحثا عن عمل يعينه على تحسين الوضعية في وقت بدأت تظهر فيه المادة خصوصا عند من كان يعمل في الخلف وعند القيادة والمحظوطين من المجنديين السابقين في الجيش الاسباني, ولتدارك الموقف والحفاظ على النسيج منسجما ابتكرت الدولة مساعدة مالية مقرونة بعدم الغياب ثم بعد ذلك طورتها الى اشكال مختلفة حتى وصلت الى ماهي عليه الآن، لاهي مساعدة تضمن العيش الكريم ولا هي راتب شهري يعتمد عليه المرؤ اتخذت شكل الكارطية عند العدو او المساعدة الاجتماعية عند اوربا تربط الفرد وتفرض عليه نوعا من التبعية . المناطق المحتلة : دخل العدو الى المنطقة وفي يده اجندة يتبعها استقطب من خلالها ما تبقى من اعيان القبائل واغدق عليهم المال وهجر مثقفيها الى داخل المغرب، ثم جند ثلة من اصحاب الضمائر الضعيفة تعينه على فرض سلطته فاعتقلوا واعدموا وبعد ان تيسر له تثبيت ادارته استقدم الموظفين اللازمين لذلك من المناطق المغربية ثم شرع في توزيع الوظائف الشبحية عن طريق المحاباة والارتشاء من درجة سلم واحد واثنان، ثم بعد ذلك عوضها بنوع من المساعدة تنقسم الى قسمين كارطية ونصف كارطية، تكمم الافواه وتجعل اصحابها كمدمن المخدرات. بهذه الطريقة استطاع النظام الغازي تخذير وتدجين المواطنين ومما زاد الطين بلة هجر خيرة شباب المنطقة الى داخل المناطق المغربية والعدد كان كبيرا جدا ناهز سبعة الاف شاب وشابة كانوا في مقتبل العمر فصلهم عن دراستهم، ووضع حدا لطموحاتهم واحلامهم ثم يعود بلعب جديد من نوع جديد مع ملك جديد مفاده انك اذا تجرأت وحاولت الجهر بما تكنه بداخلك فان مالك السجن والكارطية ستعرف طريقا اخرى غيرجيبك. سكت الشعب الصحراوي ولازال يلتزم الصمت رغم المعاناة التي يلاقيها ورغم علمه بالثروات التي حباه الله بها والتي ينعم بها اخرون من وراء ظهره حبا في قضيته ووطنه وايمانا منه ان الفرج قادم لامحالة، وكله قناعة ان رياح التغيير اتية وان من لم تقعده القناعة سيقعده المرض ومن لم يقعده المرض سيقعده الموت، وسيحل يوم يستطيع فيه المواطن الصحراوي توزيع ثرواته بشكل متساوي وعادل فيه نصيب للجريح وابن الشهيد ,ابن المفقود ,المريض,الشيخ المسن وذوي الاحتياجات الخاصة.