اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لائحة السياسة الداخلية الصادرة عن الدورة العادية التاسعة للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/09‏/2014 | الأحد, سبتمبر 07, 2014

بغرض اطلاع الرأي العام على نتائج اجتماع الدورة التاسعة للامانة الوطنية تنشر مجلة المستقبل الصحراوي لائحة السياسة الداخلية الصادرة عن الدورة العادية التاسعة للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو.
عقدت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب دورتها العادية التاسعة يوم 01 سبتمبر 2014، تحت رئاسة الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة، في ظروف سيمتها:
على المستوى الدولي :
-    تفاقم الازمة الاوكرانية وتزايد بروز الحركات المتشددة في العالم مما يشكل تهديد الأمن والاستقرار.
-    العدوان على غزة والدمار الذي تسبب فيه والمقاومة الباسلة والتضحيات الجسام للشعب الفلسطيني اثمرت عن انجاز كبير للقضية الفلسطينية.
على المستوى الجهوي :
-    الازمة في الساحل قائمة والوساطة الجزائرية ادت الى انفراج نسبي مؤشر أن بوادر الحل تتراءى مما ستكون له انعكاسات ايجابية على السلم والاستقرار في المنطقة.
-    التدهور المخيف للاوضاع في ليبيا والتهديدات الارهابية في تونس، تشكل انشغالا وتخوفا ليس فقط على مستوى المنطقة ولكن حتى بالنسبة للمجتمع الدولي.
-    اجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وحالة الاستقرار التي يعرفها البلد.
-    التهديدات واسترتيجيات التوتر التي تنتهجها المملكة المغربية حيالنا وحيال الجارة الجزائر دلالة على العزلة والإخفاق: إستعمال سلاح المخدرات وإستعراض العضلات العسكرية والتعنت اتجاه قرارات الامم المتحدة.  وهو مايضع المغرب في حالة مواجهة وصدام ليس فقط مع الشعب الصحراوي وانما مع المجتمع الدولي.
أما على الساحة الوطنية :
·    مجهود سياسي محسوس تمثل في تنشيط عمل فروع التنظيم السياسي على كافة الامتدادات وإجراء دورات وملتقيات لتكوين وتثقيف الأطر من أجل خلق مناخ عام للتجنيد والتعبئة واستنهاض الجوانب المعنوية. تأطير البرنامج الصيفي للشباب والطلبة ونجاح المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب.
·    الجهود المتواصلة في الميدان الأمني اثمرت نتائج معتبرة ساعدت في التصدي لعمل العدو الاستخباراتي والتخريبي الهادف إلى المساس بتماسك الجبهة الداخلية، إلى جانب استمرار مجهود محاربة مظاهر التهريب والمخدرات والجريمة المنظمة والتغلب على معظم الانشغالات المسجلة في موضوع التراخيص إلى الحدود.
·    ضمان الخدمات الاساسية المتعلقة بحياة المواطنين: تغذية، دواء، مياه، تجهيز، نقل،. الخ، وبرامج أخرى ذات صلة كالجولات الصيفية للأطفال، مع الحفاظ على السير العادي لكافة البرامج العامة دون تسجيل انقطاع أو أزمة إلى جانب انتظام عمل المرافق الاجتماعية عامة. وكل ذلك رغم استمرار تأثيرات الأزمة الاقتصادية على مصادر الدعم الإنساني التي عرفت تقلصاً متزايداً.
·    ولتطوير الجاهزية البشرية والمادية لجيش التحرير الشعبي استمرت خلال هذه الفترة عمليات التدريب والتكوين في مختلف الاختصاصات بالداخل ولدى الحليف، ودعمت النواحي العسكرية ببعض الآليات الجديدة، مع استمرار برامج صيانة وتصليح العتاد العسكري.
·    في إطار السياسة الرامية لتكريس مظاهر الحياة والسيادة على أراضينا المحررة فقد عرفت هذه الفترة توجيه مجهود خاص لسكان الريف الوطني عبر تنفيذ خطة شاملة لتزويد السكان بالمحروقات تحت إشراف النواحي العسكرية والهياكل التنظيمية القائمة، وهي الخطة التي خلقت بعض الارتياح لدى المواطنين رغم حاجتها للمراجعة المستمرة فهي لازالت في مرحلة البداية والتجريب.
·    تواصل مد الانتفاضة بالأرض المحتلة وجنوب المغرب حيث تم الحفاظ على وتيرة متصاعدة ومستمرة من الفعل النضالي عبر: المظاهرات والمسيرات والوقفات وتنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والتكوينية والإعلامية واستقبال الأجانب المدافعين عن حقنا في تقرير المصير والاستقلال، كما قطعت انتفاضة الاستقلال أشواطا هامة على طريق التأطير والتنظيم والتخصص مما جعل العدو في حالة استنفار دائم، واستنزاف مادي ومعنوي كبير.

رغم الحملة الشرسة للعدو، على الصعيد الخارجي التي قادها الملك بنفسه عبر زياراته واتصالاته المتكررة بالأطراف الدولية بهدف الترويج للحلول المشبوهة والنيل من مكاسبنا الدبلوماسية وتحجيم دورنا على الصعيد الإفريقي، فقد باءت محاولاته بالفشل بل تعززت مكانة الدولة الصحراوية وترسخ دور الاتحاد في جهود السلام بالمنطقة أكثر من أي وقت مضى، وذلك من خلال تعيين مبعوث خاص للنزاع في الصحراء الغربية، مما شكل فشلاً ذريعاً للرهانات المغربية التي سعت لفرض خيار الحكم الذاتي وتجميد عضوية الجمهورية في الاتحاد الإفريقي.
·    حالة من الهستيريا تصيب النظام المغربي فعلاقته على المحك مع الامم المتحدة وخصوصا المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس، فهو يعرقل مساعي الامم المتحدة ويهدد بالقطيعة معها بسبب رفضها القبول بشروطه التعجيزية وتجاوز الاحداث لمخططه الاستعماري المتمثل في مايسمى بالحكم الذاتي.
·    إستمرار بعض مظاهر الضعف في مجالات التسيير وسلوكات وأداء بعض الأطر.
إستنتاجات وآفاق :
•    إن مواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها العدو عبر مختلف جبهات الصراع، ستكون أولى التحديات في المرحلة الراهنة. فبعد ما اربكت الانتفاضة في الارض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية كل حساباته وفشلت محاولاته في جر الامم المتحدة لصالح مخططه الاستعماري، سيضاعف المغرب من هجمته الشرسة التي يشنها حالا عبر مختلف جبهات الصراع، بل سينتقل الى مرحلة متقدمة من المواجهة لاستهداف جبهتنا الداخلية عبر العمل التخريبي المباشر واستخدام الاموال لتجنيد ذوي الضمائر الضعيفة للترويج لاطروحات الاحتلال. فإعتراف الملك نفسه "بأن الوضع صعب" وبأن "المعركة لم تحسم بعد" وخطابه الاخير يؤكد المضي في هذه السياسة القذرة، حيث اعتبر القضية اسبقية الاسبقيات وجدد دعوته لليقظة والتعبئة الجماعية واتخاذ المبادارت اللازمة لاستباق الخصوم. 
•    هذه اللهجة الحادة التي تؤطرها سياسة الهروب إلى الأمام، هي ايضا ردة فعل متشنجة على ثبات موقف الحليف من قضيتنا الوطنية ومكانته الدولية، كما أنها انعكاس للعلاقة المتوترة مع الأمم المتحدة ممثلة في المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس على خلفية موقفه المرتبط بالشرعية الدولية ولا يمكن فصلها عن سياقها الزمني باعتبارها تسخين للأجواء في أفق اجتماع مجلس الامن في شهر اكتوبر القادم حول الصحراء الغربية واعتزام المنتظم الدولي جعل سنة 2015 سنة لتقييم جهود التسوية في المنطقة.
•    وبناء على ما سبق فمن الطبيعي أن تشكل المخاطر المحدقة بأمننا الوطني إحدى أكبر التحديات الماثلة أمامنا، خاصة مخططات العدو المتمثلة في: العمل التخريبي المباشر والحرب النفسية الموجهة للنيل من المعنويات العامة والوحدة الوطنية، والتشكيك في شرعية تمثيل الجبهة الشعبية للشعب الصحراوي إلى جانب نشاط عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب والتهريب التي يستغلها العدو أبشع استغلال لتشويه صورة كفاحنا العادل. كلها معطيات تضعنا أمام مرحلة جديدة ومفصلية من تاريخنا الوطني تستوجب منا الارتقاء بالوعي الجماعي لاستشعار حجم الخطر الماثل وضخامة المؤامرة الشاملة التي تهدد المشروع الوطني في صميم وجوده، وهو أمر يستوجب استنفار كل جهد ممكن لتقوية الجيش الشعبي الصحراوي وآليات التأمين والحصانة الذاتية والاعتصام بالوحدة الوطنية، وثوابت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وما يتطلبه ذلك من نهوض بالتسيير العام والارتباط بالمؤسسات والدفاع عنها والتواجد الدائم بها والاجتهاد في تطوير أساليب العمل بما يصون المكتسبات ومحاربة الفراغ وعدم الحياد والسلبية أمام المخاطر المتمثلة في الأفعال والسلوكات المعادية.
•    ستظل مواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية والبحث عن مصادر لتغطية الاحتياجات الأساسية والبرامج العامة من كبرى التحديات التي ينبغي مواجهتها في المرحلة القادمة، مما يتطلب درجة عالية من الترشيد العقلاني للإمكانيات وزرع عقلية الانتاج في المجتمع وتغيير عادات الاستهلاك التي انتشرت في السنوات الأخيرة، ففي حين تتقلص المصادر والموارد الاقتصادية العامة تنمو وتتصاعد يوماً بعد يوم، مطالب الاستهلاك المادي بالإضافة إلى ضعف صون وترشيد الامكانيات العامة مما يعاكس ما تمليه المرحلة وطبيعة الظروف المحيطة بنا كمجتمع لاجئ ثرواته وموارده الطبيعية تحت الاحتلال. كما أن موضوع تأطير وتشغيل اليد العاملة الوطنية وإيجاد الإطار الملائم لاستيعاب الطاقات الشابة خاصة الكفاءات العلمية ودمجها في مؤسسات الدولة سيبقى أحد أبرز الانشغالات الملحة في الظرف الراهن.
•    بالإضافة إلى العمل الجاد لرفع هذه التحديات  في مجالات الأمن والتنظيم السياسي والاقتصادي والخارجية ومسار الامم المتحدة، لابد من ضمان انجاح المحطات المسطرة في الرزنامة السنوية.
•    إقرار خطة تفصيلية للإستنفار الشامل كعنوان للمرحلة يتطلب التركيز على سبل تصعيد المواجهة.
•    إقرار تنظيم المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب خلال سنة 2015.
•    إن الامانة الوطنية وهي تعقد دورتها لتتوجه إلى كافة ابناء الشعب الصحراوي من أجل المزيد من اليقظة والحزم في هذه المرحلة الهامة من كفاح شعبنا من أجل مواجهة مؤامرات ودسائس العدو وتفويت كل فرص استهداف الثوابت والمكاسب الوطنية وتمتين عرى الوحدة الوطنية والالتفاف حول طليعة شعبنا الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وتصعيد الكفاح والنضال على كافة الواجهات تعجيلا لفرض الاستقلال والسيادة على كامل ترابنا الوطني.
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.