اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

هل اصبح الرئيس الصحراوي آخر ديكتاتور بعد الربيع العربي؟

كتب بواسطة : futurosahara on 10‏/09‏/2014 | الأربعاء, سبتمبر 10, 2014

في كلمته الافتتاحية لاشغال الندوة الوطنية لإطارات الدولة الصحراوية التي انعقدت يوم 10 سبتمر الجاري بولاية اوسرد، قال رئيس الدولة والامين العام للجبهة والقائد الاعلى للقوات المسلحة والقاضي الاول في البلاد وأقدم رئيس في العالم، السيد محمد عبد العزيز، قال ان اكبر مكسب حققه الشعب الصحراوي هو الاجماع الوطني على ان جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ولم يكمل الرئيس كلامه حتى انطلقت تصفيقات اعضاء حزب "الصفاكة" لتفتح هذه القضية التساؤل حول المقصود بالممثل الشرعي.
واضاف الرئيس ان هذا المكسب تحقق هذه الايام فقط، ليتجاهل ان الشعب الصحراوي منح ثقته لمثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو في اجتماع عين بنتيلي اي قبل ميلاد النظام الفاسد الحاكم في الرابوني. ومن أسس جبهة البوليساريو هو الشهيد الولي رحمه الله الذي رحل عن الشعب الصحراوي دون ان يؤسس لنظام قبلي قائم على الفساد والبيروقراطية.
كما ان القائد التاريخي الولي مصطفى السيد كان يصغي للجميع، بخلاف خليفته الذي اصبح يخشى حتى من اصوات اطاراته التي عينها وفق مزاجه في اطار الصلاحيات الملكية التي منحها لنفسه في مؤتمره الماضي، مؤتمر "انتوما اشكون؟".
وفي صدر كلمته نبه رئيس الدولة الى انه بعد 23 سنة من وقف اطلاق النار  فان قيادة جبهة البوليساريو تحصلت على مكسب جديد بفضل صمود واستماتة الشعب الصحراوي والمتمثل في ان يجد النظام في المغرب نفسه في مواجهة المنتظم الدولي، كلام الرئيس قد يصدقه اي شخص غير متابع لمستجدات القضية الصحراوية لان مايصفه الرئيس بالمكسب هو في حقيقة الامر تمرد مغربي واضح على القرارات الاممية في ظل عجز النظام الصحراوي عن ابتكار اي وسيلة للضغط على العدو المغربي للانصياع لقرارات الشرعية الدولية.
جاءت الندوة التي نظمت بولاية اوسرد مباشرة بعد الدورة التاسعة للامانة الوطنية لجبهة البوليساريو وهي المناسبة التي قدم فيها اعضاء النظام نظرتهم للوضع المأساوي للقضية الوطنية، وعبر بعضهم عن استعداده للتنازل عن منصبه القيادي في سبيل انقاذ جبهة البوليساريو من الوضعية الكارثية التي تمر بها بقيادة الامين العام محمد عبد العزيز، وبدل ان يصغي الرئيس والامين العام الى نصائح رفاقه في النظام وينصت جيدا لانشغالاتهم اعلن عن تنظيم هذه الندوة التي اعتبرها البعض مناسبة من اجل امتصاص غضب الشارع الصحراوي من الممارسات النظامية، لكن للاسف ان رأس النظام اصبح يزعجه سماع الحقيقة التي وصلت الى اجماعات الامانة الوطنية.
بعض الاطارات الصحراوية المشاركة في هذه الندوة قالوا في اتصال مع مجلة المستقبل الصحراوي واصفين طريقة ادارة الرئيس للندوة "لم يستحي الرئيس، اطل علينا بكل وقاحة و قال هذه ليست ندوة للاستماع للانشغالات و انما لسماع ما توصلت اليه الامانة و التجنيد لكل ذلك". ومن المثير للدهشة ان بعض القادة الذين اعتادوا انتقاد السياسات النظامية ومنهم مستشار الرئيس التزموا الصمت هذه المرة، مما قد يعني ان هناك صفقات سيتم الاعلان عنها عما قريب، وقد تكون سياسة الصمت اهم طريقة لكسب ود الحاكم الاوحد المسؤول عن كل الصفقات والتعيينات.
قبل ايام عقد النظام ندوة وطنية في إطار سياسة "الاستفراغ" حول التحصيل العلمي لمدة يومين بينما لم يصبر رأس النظام لاكثر من ساعتين لسماع اصوات إطاراته، فخلال الندوة التي دامت ساعتين لم يتحدث سوى الرئيس او رئيس وزراءه الذي اعاد قراءة البيان الصادر عن الدورة التاسعة للامانة الوطنية والذي سبق وان نشر بموقع مجلة المستقبل الصحراوي قبل ايام، اضافة الى كلمة والي ولاية اوسرد الذي رحب بالحضور. 
والكارثة الكبرى اتت في ختام اشغال ندوة الاطر بعد ان تفاجأ الحضور ان القيادة الوطنية الرشيدة وعلى رأسها رئيس الدولة وبعض إطاراته التي هرمت في كراسيها لايحفظون النشيد الوطني الصحراوي نشيد لغة النار والحديد.
سيذكر التاريخ ان الشعب الصحراوي ارتكب اخطاءا قاتلة في تارخيه النضالي اولها هو قبوله بقرار وقف اطلاق النار عام 1991، وثانيها هو ابقاء هذا الرئيس الذي لن يكسب من وراءه الشعب الصحراوي الا المزيد من الويلات والمأسي والانتظار القاتل بعد ان تحول الرجل من زعيم لحركة تحررية الى أخر ديكتاتور في المنطقة بعد ثورات الربيع العربية. 

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.