اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

عام الحسم

كتب بواسطة : futurosahara on 26‏/02‏/2015 | الخميس, فبراير 26, 2015

اسلامه الناجم

يجب ان يكون هذا العام هو عام الحسم. اقول يجب، ولم اقل هو عام الحسم. مثلما دأب قادتنا على التكرار منذ العام المنصرم و بالتحديد منذ  ان صدر تقرير الامين العام الاممي السيد بان كي مون  نهاية ابريل 2014 الذي وعد فيه- ضمنيا- بالبحث عن مقاربة اخرى غير هذه المتبعة منذ 2007 ان لم يحدث تطور في مسار السلام، وللدقة اكثر انقل كلمات الامين العام بحروفها " إنني أدعو الطرفين إلى التسليم بضرورة إحراز تقدم عاجل، والعمل بجدية بشأن المسألتين الأساسيتين الواردتين في توجيهات مجلس الأمن، أي أن الفحوى هي التوصل إلى حل سياسي، وأن الشكل هو تقرير المصير. وأرجو من اﻟﻤﺠتمع الدولي، وبوجه خاص الدول اﻟﻤﺠاورة، وأعضاء فريق الأصدقاء، تقديم الدعم لهذا المسعى . وإذا لم يحدث، مع ذلك، أي تقدم قبل أبريل 2015 فسيكون الوقت قد حان لإشراك أعضاء اﻟﻤﺠلس في عملية استعراض شاملة للإطار الذي قدمه  لعملية التفاوض في أبريل 2007". والحقيقة ان قراءة متأنية للفقرة لا تثير كل هذا التفاؤل الذي رأيناه عند قيادتنا ما جعلها تطلق تصريحات وكلام كثير على عواهنه مفارق للواقع تماما. ويمكن القول ايضا ان هذه الكلمات سببت ايضا للعدو اهتزازا وارتباكا في اول الامر. 

وكما يقول المثل الحساني "كذبة على حي موقفة".هاهو (العام الاممي في الصحراء الغربية) يوشك على الانتهاء، شهرين على ابعد تقدير و يرحل، في حين لم يتغير شيء على الارض فقد ظل الطرفان كل واحد منهما متمسك برأيه. او بمعنى ادق واصح . الصحراويون متمسكون بحقهم في تقرير المصير – خطابات ركيكة لا عمل يسندها ولا قوة تدعمها-  والمغرب يريد فرض الامر الواقع من خلال التعنت والمناورة والهروب الى الامام . وهو ما ترجمه من خلال تصعيده مع الامم المتحدة برفضه لاستقبال المبعوث الشخصي لامينها العام السيد كريستوفر روس. وكذلك ممثلته الخاصة السيدة كيم بالدوك ووضع شروطا مسبقة ومجحفة لاستئناف العمل معهما. وبغض النظر عن ما دار في السر بين الامين العام الاممي و الرباط ، او نوع الضغوط التي تعرضت لها حتى استقبلتهما من جديد فان الرباط تمكنت على الاقل من منع روس من زيارة الارضي المحتلة في وقت كانت فيه الاخيرة تغلي  وتتعرض لقمع ممنهج ومكثف.  والذي ساعد الرباط في هذا الاستهتار هو المجتمع الدولي و اعضاء فريق الاصدقاء (اصدقاء الامين العام او الصحراء الغربية) الذين طالبهم التقرير بتقديم الدعم للمسعى الذي قدمه الامين العام وهو حل سياسي من خلال تقرير المصير ولم يفعلو او يقدموا اي  شيء، اللهم التواطؤ مع الرباط وغض النظر عن الانتهاك اليومي لحقوق الانسان والتعدي الصارخ على القانون الدولي المتمثل في  نهب ثروات الصحراويين من خلال اتفاقيات الصيد البحري والتنقيب عن البترول في السواحل الصحراوية . كيف نطالب العالم بفعل ما لم نفعله نحن لأنفسنا فقد مضى العام دون فعل اي شيء. عام استغرقناه في التصريحات و الاحلام باننا في النهاية تمكنا من وضع المغرب في مواجهة مع الامم المتحدة، يا للعبقرية او يا للسخرية ماذا كان يفعل المغرب طوال هذه الاربعين سنة سوى مواجهة الامم المتحدة وتحديها ؟!.

الان والعام ينقضي تستغل قيادتنا زيارة السيد روس لتخرج هي في زيارة استعراضية الى الجزائر، (باش ما توقف عليها الكذبة) وتترك الرأي العام الوطني يقرأها كيف يشاء وهي قراءة ستكون في مجملها كما خططت لها القيادة، وتزيح عنها عبء التهديد الفارغ والوعود التي اطلقتها طيلة العام.هل يستطع احد ان يعطينا معنى اخر لهذه الزيارة؟  هل هي المرة الاولى التي يأتي فيها مبعوث اممي الى المنطقة؟ هل كانت القيادة بعد كل زيارة للبعوث الشخصي تنسق وتلتقي بنظرائها الجزائريين؟ هذا امر مؤكد، فلماذا الاعلان فقط عن هذه ؟  هل الامم المتحدة والمجتمع الدولي والمغرب في حاجة الى معرفة عمق العلاقة بين البوليساريو والجزائر؟ هل بحث بعض  الامور البيروقراطية والمشاكل الادارية- الجوازات وغيرها على اهميتها-  يستحق وفدا من هذا الحجم ولقاء على هذا المستوى وفي تزامن مع هكذا زيارة ؟.

في مواعيد مثل هذه يظهر جليا بؤس هذه القيادة، فتحاول ان تثبت كروية الارض من خلال رحلة روس، فيقول رئيس المجلس الوطني ورئيس الوفد المفاوض- لم تعد توجد مفاوضات- الاخ خطري ادوه ان الوقت لم يعد يسمح بالاستمرار في هذا الوضع القائم ويحمل الامم المتحدة المسؤولية . ويقول المنسق مع بعثة المينورسو الاخ امحمد خداد ان البعثة لم تقم بدورها- فلينتهي التنسيق معها- وان البوليساريو ستطالب بتحديد تاريخ لإجراء الاستفتاء يأتي هذا الطلب بعد ربع قرن تقريبا من الانتظار وبعد ان هجرت تقارير الامم المتحدة مصطلح الاستفتاء، بل ان المغرب رفضه صراحة، فكيف نطالب الامم المتحدة بتحديد سقف شيء يرفضه الطرف الاخر وهي التي تحث في كل قراراتها على حل متفق عليه. وماذا لو قالت ان الوضع معقد يلزمه على الاقل ربع قرن اخر؟ . نحن نعرف ان هذه التصريحات موجهة للداخل ليس اكثر، فات القيادة - التي لم تستوعب بعد اننا في عصر لم يعد فيه سر- ان المواطن  لم يعد يتلقى الاخبار من وسائل الاعلام الوطنية فقط.

سيكون التقرير الاممي نسخة عن سابقه، وستتكرر تصريحات القادة وتهديداتهم كل حسب ثقافته وفصاحته، ومثلما روجوا العام الماضي ان 2015 عام الحسم، سيبدؤون الان الترويج ان العام القادم العام الاربعين للدولة،"اين هي بالمناسبة ؟" والذي سيتمخض عن ندوة فارغة مثلما حدث لاربعين الجبهة او عن استعراض لقوة صار مكانها المخازن اوالمتاحف. هذا كله يبين لنا عدم جدية القيادة او بمعنى اخر  عدم اهليتها  وبالتالي نافست الاحتلال في سياسته المفضلة "الهروب الى الامام"، لا اسم اخر او وصف لما تفعله القيادة منذ ان افرغ المغرب مخطط السلام من محتواه  وفوجئت بان الامم المتحدة لم تتعامل مع المغرب كما كانت تظن هي سوى الهروب الى الامام وبيع الوهم للصحراويين من خلال سيل التصريحات الكاذبة والوعود الفارغة، و الحقيقة ان القيادة لا تتحمل المسؤولية وحدها فللشعب النصيب الاوفر مما الت اليه الاوضاع ذلك بانه انساق ورائها مستسلما لعبثها ولفسادها و لقبليتها ولصراعها الرخيص على المناصب الى الدرجة التي تدفع بعضهم الى الخيانة.

وبعد

يجب ان يكون هذا عام الحسم فلا ينتهي حتى يكون الصحراويون، قد ودعوا تماما بوداعه عقود الضباب ومرحلة البرزخ فامام  الجميع فرصة "تاريخية "بكل معانى الكلمة في المؤتمر القادم  للجبهة، وعلى الغيورين على  مصلحة الشعب و تضحياته  الخائفين على مستقبله ان يرسموا خارطة طريق تمكن من وقف هذا الهدر للوقت والطاقات، فالأمر بات اخطر من ان يظل متروكا لهذه القيادة وحدها. ليكن المؤتمر القادم مؤتمر يقوم المسار ويصحح المسيرة ومحطة تجمع نخب الشعب من كل تواجداته.

ولنعلم جميعا اننا اذا تركنا الحال كما هو ستتفاقم الامور حتى تتحول الى كارثة تجرف مستقبلنا وتضحيات شهدائنا وبذلك نكون جميعا محل ادانة واتهام بالتفريط وربما الخيانة.